[ ص: 148 ]  [ ص: 149 ]  [ بسم الله الرحمن الرحيم ] تفسير سورة البقرة . 
خمسة وعشرون ألفا وخمسمائة حرف ، وستة آلاف ومائة وعشرون كلمة ، ومائتان وستة وثمانون آية في عدد الكوفي وعدد  علي بن أبي طالب  رضي الله عنه . 
ذكر ما ورد في فضلها : 
قال  الإمام أحمد   : حدثنا عارم ،  حدثنا معتمر ،  عن أبيه ، عن رجل ، عن أبيه ، عن معقل بن يسار  ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : البقرة سنام القرآن  وذروته ، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا ، واستخرجت : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم   ) [ البقرة : 255 ] من تحت العرش ، فوصلت بها ، أو فوصلت بسورة البقرة ، و " يس " : قلب القرآن ، لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له ، واقرءوها على موتاكم ، انفرد به أحمد   . 
وقد رواه أحمد   - أيضا - عن عارم ،  عن  عبد الله بن المبارك  ، عن سليمان التيمي  عن أبي عثمان   - وليس بالنهدي - عن أبيه ، عن معقل بن يسار  ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اقرءوها على موتاكم يعني : يس  . 
فقد بينا بهذا الإسناد معرفة المبهم في الرواية الأولى . وقد أخرج هذا الحديث على هذه الصفة في الرواية الثانية أبو داود  ،  والنسائي ،   وابن ماجه   . 
وقد روى الترمذي  من حديث حكيم بن جبير  ، وفيه ضعف ، عن أبي صالح  ، عن  أبي هريرة ،  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لكل شيء سنام ، وإن سنام القرآن البقرة ، وفيها آية هي سيدة آي القرآن : آية الكرسي  . 
وفي مسند أحمد  وصحيح مسلم   والترمذي   والنسائي ،  من حديث سهيل بن أبي صالح  ، عن أبيه ، عن  أبي هريرة   : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تجعلوا بيوتكم قبورا ، فإن البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان وقال الترمذي   : حسن صحيح .  [ ص: 150 ] 
وقال  أبو عبيد القاسم بن سلام   : حدثني ابن أبي مريم  ، عن ابن لهيعة  ، عن يزيد بن أبي حبيب  ، عن سنان بن سعد  ، عن أنس بن مالك  ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان يخرج من البيت إذا سمع سورة البقرة تقرأ فيه  . 
سنان بن سعد  ، ويقال بالعكس ، وثقه ابن معين  واستنكر حديثه  أحمد بن حنبل  وغيره . 
وقال أبو عبيد   : حدثنا محمد بن جعفر  ، عن شعبة ،  عن سلمة بن كهيل  ، عن أبي الأحوص  ، عن  عبد الله ، يعني ابن مسعود  ، قال : إن الشيطان يفر من البيت الذي يسمع فيه سورة البقرة  . ورواه  النسائي  في اليوم والليلة ، وأخرجه  الحاكم  في مستدركه من حديث شعبة  ثم قال  الحاكم   : صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه . 
وقال ابن مردويه   : حدثنا أحمد بن كامل  ، حدثنا أبو إسماعيل الترمذي  ، حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال  ، حدثني أبو بكر بن أبي أويس  ، عن  سليمان بن بلال  ، عن محمد بن عجلان  ، عن أبي إسحاق  ، عن أبي الأحوص  ، عن  عبد الله بن مسعود  ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ألفين أحدكم يضع إحدى رجليه على الأخرى يتغنى ، ويدع سورة البقرة يقرؤها ، فإن الشيطان يفر من البيت تقرأ فيه سورة البقرة ، وإن أصفر البيوت ، الجوف الصفر من كتاب الله  . 
وهكذا رواه  النسائي  في اليوم والليلة ، عن محمد بن نصر  ، عن أيوب بن سليمان  ، به . 
وروى الدارمي  في مسنده عن ابن مسعود  قال : ما من بيت تقرأ فيه سورة البقرة إلا خرج منه الشيطان وله ضراط  . وقال : إن لكل شيء سناما ، وإن سنام القرآن سورة البقرة ، وإن لكل شيء لبابا ، وإن لباب القرآن المفصل . وروى - أيضا - من طريق الشعبي  قال : قال  عبد الله بن مسعود   : من قرأ عشر آيات من سورة البقرة في ليلة لم يدخل ذلك البيت شيطان تلك الليلة ، أربع من أولها وآية الكرسي وآيتان بعدها وثلاث آيات من آخرها وفي رواية : لم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان ولا شيء يكرهه ولا يقرآن على مجنون إلا أفاق . 
وعن سهل بن سعد  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لكل شيء سناما ، وإن سنام القرآن البقرة ، من قرأها في بيته ليلة لم يدخله الشيطان ثلاث ليال ، ومن قرأها في بيته نهارا لم يدخله  [ ص: 151 ] الشيطان ثلاثة أيام . 
رواه  أبو القاسم الطبراني  ، وأبو حاتم  ،  وابن حبان  في صحيحه . 
وقد روى الترمذي ،   والنسائي ،   وابن ماجه  من حديث عبد الحميد بن جعفر  ، عن سعيد المقبري  ، عن عطاء مولى أبي أحمد  ، عن  أبي هريرة  ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وهم ذوو عدد ، فاستقرأهم فاستقرأ كل واحد منهم ، يعني ما معه من القرآن ، فأتى على رجل من أحدثهم سنا ، فقال : ما معك يا فلان ؟ قال : معي كذا وكذا وسورة البقرة ، فقال : أمعك سورة البقرة ؟ قال : نعم . قال : اذهب فأنت أميرهم فقال رجل من أشرافهم : والله ما منعني أن أتعلم البقرة إلا أني خشيت ألا أقوم بها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تعلموا القرآن واقرءوه ، فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه في كل مكان ، ومثل من تعلمه ، فيرقد وهو في جوفه ، كمثل جراب أوكي على مسك  . 
هذا لفظ رواية الترمذي ،  ثم قال : هذا حديث حسن . ثم رواه من حديث الليث ،  عن سعيد ،  عن عطاء مولى أبي أحمد  مرسلا فالله أعلم . 
قال  البخاري   : وقال الليث   : حدثني يزيد بن الهاد  ، عن محمد بن إبراهيم ،  عن  أسيد بن حضير  قال : بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة ، وفرسه مربوطة عنده ، إذ جالت الفرس ، فسكت ، فسكنت ، فقرأ فجالت الفرس ، فسكت ، فسكنت ، ثم قرأ فجالت الفرس ، فانصرف ، وكان ابنه يحيى قريبا منها . فأشفق أن تصيبه ، فلما أخذه رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها ، فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلم فقال : اقرأ يا ابن حضير . قال : فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى ، وكان منها قريبا ، فرفعت رأسي وانصرفت إليه ، فرفعت رأسي إلى السماء ، فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح ، فخرجت حتى لا أراها ، قال : وتدري ما ذاك ؟ . قال : لا . قال : تلك الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم  . 
وهكذا رواه  الإمام العالم أبو عبيد القاسم بن سلام  ، في كتاب فضائل القرآن ، عن عبد الله بن صالح  ، ويحيى بن بكير  ، عن الليث  به . 
وقد روي من وجه آخر عن  أسيد بن حضير  ، كما تقدم ، والله أعلم .  [ ص: 152 ] 
وقد وقع نحو من هذا  لثابت بن قيس بن شماس   - رضي الله عنه - وذلك فيما رواه أبو عبيد [ القاسم ]   : حدثنا عباد بن عباد  ، عن جرير بن حازم  ، عن جرير بن يزيد   : أن أشياخ أهل المدينة  حدثوه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قيل له : ألم تر ثابت بن قيس بن شماس ؟  لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح ، قال : فلعله قرأ سورة البقرة . قال : فسئل ثابت ، فقال : قرأت سورة البقرة  . 
وهذا إسناد جيد ، إلا أن فيه إبهاما ، ثم هو مرسل ، والله أعلم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					