( فتولى عنهم وقال ياقوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين    ( 79 ) ) 
هذا تقريع من صالح ،  عليه السلام ، لقومه ، لما أهلكهم الله بمخالفتهم إياه ، وتمردهم على الله ،  [ ص: 444 ] وإبائهم عن قبول الحق ، وإعراضهم عن الهدى إلى العمى - قال لهم صالح  ذلك بعد هلاكهم تقريعا وتوبيخا وهم يسمعون ذلك ، كما ثبت في الصحيحين : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ظهر على أهل بدر   ، أقام هناك ثلاثا ، ثم أمر براحلته فشدت بعد ثلاث من آخر الليل فركبها ثم سار حتى وقف على القليب ، قليب بدر  ، فجعل يقول : " يا أبا جهل بن هشام ،  يا عتبة بن ربيعة ،  يا شيبة بن ربيعة ،  ويا فلان بن فلان : هل وجدتم ما وعد ربكم حقا ؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقا " . فقال له عمر   : يا رسول الله ، ما تكلم من أقوام قد جيفوا ؟ فقال : " والذي نفسي بيده ، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، ولكن لا يجيبون  " . 
وفي السيرة أنه ، عليه السلام قال لهم : " بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم ، كذبتموني وصدقني الناس ، وأخرجتموني وآواني الناس ، وقاتلتموني ونصرني الناس ، فبئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم  " . 
وهكذا صالح ،  عليه السلام ، قال لقومه : ( لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم   ) أي : فلم تنتفعوا بذلك ، لأنكم لا تحبون الحق ولا تتبعون ناصحا ; ولهذا قال : ( ولكن لا تحبون الناصحين   ) 
وقد ذكر بعض المفسرين أن كل نبي هلكت أمته ، كان يذهب فيقيم في الحرم ،  حرم مكة ،  فالله أعلم . 
وقد قال  الإمام أحمد   : حدثنا  وكيع ،  حدثنا زمعة بن صالح  ، عن سلمة بن وهرام  ، عن عكرمة ،  عن ابن عباس  قال : لما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بوادي عسفان حين حج قال : " يا أبا بكر ،  أي واد هذا ؟ " قال : هذا وادي عسفان   . قال : " لقد مر به هود  وصالح  ، عليهما السلام ، على بكرات حمر خطمها الليف ، أزرهم العباء ، وأرديتهم النمار ، يلبون يحجون البيت العتيق   " . 
هذا حديث غريب من هذا الوجه ، لم يخرجه أحد منهم 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					