( وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم  وقعد الذين كذبوا الله ورسوله سيصيب الذين كفروا منهم عذاب أليم   ( 90 ) ) 
ثم بين تعالى حال ذوي الأعذار في ترك الجهاد الذين جاءوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعتذرون إليه ، ويبينون له ما هم فيه من الضعف ، وعدم القدرة على الخروج ، وهم من أحياء العرب ممن حول المدينة   . 
 [ ص: 198 ] قال الضحاك  ، عن ابن عباس   : إنه كان يقرأ : " وجاء المعذرون " بالتخفيف ، ويقول : هم أهل العذر . 
وكذا روى ابن عيينة  ، عن حميد  ، عن مجاهد  سواء . 
قال ابن إسحاق   : وبلغني أنهم نفر من بني غفار  منهم : خفاف بن إيماء بن رحضة   . 
وهذا القول هو الأظهر في معنى الآية ؛ لأنه قال بعد هذا : ( وقعد الذين كذبوا الله ورسوله   ) أي : لم يأتوا فيعتذروا . 
وقال  ابن جريج  عن مجاهد   : ( وجاء المعذرون من الأعراب   ) قال : نفر من بني غفار  ، جاءوا فاعتذروا ، فلم يعذرهم الله . وكذا قال الحسن  ، وقتادة  ،  ومحمد بن إسحاق  ، والقول الأول أظهر والله أعلم ، لما قدمنا من قوله بعده : ( وقعد الذين كذبوا الله ورسوله   ) أي : وقعد آخرون من الأعراب عن المجيء للاعتذار ، ثم أوعدهم بالعذاب الأليم ، فقال : ( سيصيب الذين كفروا منهم عذاب أليم   ) . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					