القول في تأويل قوله ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين    ( 85 ) ) 
قال أبو جعفر   : يعني بذلك - جل ثناؤه - : ومن يطلب دينا غير دين الإسلام ليدين به ، فلن يقبل الله منه " وهو في الآخرة من الخاسرين   " يقول : من الباخسين أنفسهم حظوظها من رحمة الله - عز وجل - . 
وذكر أن أهل كل ملة ادعوا أنهم هم المسلمون ، لما نزلت هذه الآية ، فأمرهم الله بالحج إن كانوا صادقين ، لأن من سنة الإسلام الحج ، فامتنعوا ، فأدحض الله بذلك حجتهم .  [ ص: 571 ] 
ذكر الخبر بذلك : 
7356 - حدثني المثنى  قال : حدثنا أبو حذيفة  قال : حدثنا شبل ،  عن ابن أبي نجيح  قال : زعم عكرمة   : " ومن يبتغ غير الإسلام دينا   " فقالت الملل : نحن المسلمون ! فأنزل الله - عز وجل - : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين   ) [ سورة آل عمران : 97 ] ، فحج المسلمون ، وقعد الكفار  . 
7357 - حدثني المثنى  قال : حدثنا القعنبي  قال : حدثنا سفيان ،  عن ابن أبي نجيح ،  عن عكرمة  قال : " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه   " قالت اليهود   : فنحن المسلمون ! فأنزل الله - عز وجل - لنبيه - صلى الله عليه وسلم - يحجهم أن : ( لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين )  . 
7358 - حدثني يونس  قال : أخبرنا سفيان ،  عن ابن أبي نجيح ،  عن عكرمة  قال : لما نزلت : " ومن يبتغ غير الإسلام دينا   " إلى آخر الآية ، قالت اليهود   : فنحن مسلمون ! قال الله - عز وجل - لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : قل لهم إن : ( لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر ) من أهل الملل ( فإن الله غني عن العالمين   ) . 
وقال آخرون : في هذه الآية بما : - 
7359 - حدثنا به المثنى  قال : حدثنا عبد الله بن صالح  قال : حدثني  [ ص: 572 ] معاوية ،  عن علي ،  عن ابن عباس  قوله : ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر   ) إلى قوله : ( ولا هم يحزنون ) [ سورة البقرة : 62 ] ، فأنزل الله - عز وجل - بعد هذا : " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه   " . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					