القول في تأويل قوله : ( إنك أنت العليم الحكيم   )  
قال أبو جعفر :  وتأويل ذلك : أنك أنت يا ربنا العليم من غير تعليم بجميع ما قد كان وما وهو كائن ، والعالم للغيوب دون جميع خلقك . وذلك أنهم نفوا عن أنفسهم بقولهم : " لا علم لنا إلا ما علمتنا   " أن يكون لهم علم إلا ما علمهم ربهم ، وأثبتوا ما نفوا عن أنفسهم من ذلك لربهم بقولهم : " إنك أنت العليم   "  [ ص: 496 ] يعنون بذلك العالم من غير تعليم ، إذ كان من سواك لا يعلم شيئا إلا بتعليم غيره إياه . والحكيم : هو ذو الحكمة . كما : 
675 - حدثني به المثنى ،  قال : حدثنا عبد الله بن صالح ،  قال : حدثني معاوية ،  عن علي ،  عن ابن عباس   : " العليم " الذي قد كمل في علمه ، و " الحكيم " الذي قد كمل في حكمه . 
وقد قيل ، إن معنى الحكيم : الحاكم ، كما أن العليم بمعنى العالم ، والخبير بمعنى الخابر . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					