[ ص: 551 ] القول في تأويل قوله ( قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا ( 77 ) )
قال أبو جعفر : يعني بقوله - جل ثناؤه - : قل متاع الدنيا قليل : قل يا محمد لهؤلاء القوم الذين قالوا : " ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب " : عيشكم في الدنيا وتمتعكم بها قليل ؛ لأنها فانية وما فيها فان " والآخرة خير " يعني : ونعيم الآخرة خير ؛ لأنها باقية ونعيمها باق دائم . وإنما قيل : والآخرة خير ومعنى الكلام ما وصفت من أنه معني به نعيمها - لدلالة ذكر " الآخرة " بالذي ذكرت به على المعنى المراد منه " لمن اتقى " يعني : لمن اتقى الله بأداء فرائضه واجتناب معاصيه ، فأطاعه في كل ذلك " ولا تظلمون فتيلا " ، يعني : ولا ينقصكم الله من أجور أعمالكم فتيلا .
وقد بينا معنى الفتيل فيما مضى بما أغنى عن إعادته ههنا .