[ ص: 591 ] القول في تأويل قوله ( إن الله كان على كل شيء حسيبا    ( 86 ) ) 
قال أبو جعفر  يعني بذلك - جل ثناؤه - : إن الله كان على كل شيء مما تعملون - أيها الناس - من الأعمال من طاعة ومعصية حفيظا عليكم حتى يجازيكم بها جزاءه ، كما : - 
10047 - حدثني محمد بن عمرو  قال : حدثنا أبو عاصم  قال : حدثنا عيسى  ، عن ابن أبي نجيح  ، عن مجاهد   " حسيبا " قال : حفيظا  . 
10048 - حدثني المثنى  قال : حدثنا أبو حذيفة  قال : حدثنا شبل  ، عن ابن أبي نجيح  ، عن مجاهد  مثله . 
وأصل " الحسيب " في هذا الموضع عندي " فعيل " من " الحساب " الذي هو في معنى الإحصاء ، يقال منه : حاسبت فلانا على كذا وكذا ، وفلان حاسبه على كذا ، وهو حسيبه ، وذلك إذا كان صاحب حسابه . 
وقد زعم بعض أهل البصرة   من أهل اللغة : أن معنى الحسيب في هذا الموضع الكافي . يقال منه : أحسبني الشيء يحسبني إحسابا بمعنى كفاني ، من قولهم : حسبي كذا وكذا . 
وهذا غلط من القول وخطأ ؛ وذلك أنه لا يقال في "" أحسبني الشيء "  [ ص: 592 ]  " أحسب على الشيء فهو حسيب عليه " وإنما يقال : هو حسبه وحسيبه ، والله يقول : " إن الله كان على كل شيء حسيبا   " . 
				
						
						
