القول في تأويل قوله ( وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين    ( 85 ) ) 
قال أبو جعفر   : يقول - تعالى ذكره - : وهدينا أيضا لمثل الذي هدينا له نوحا  من الهدى والرشاد من ذريته : زكريا بن إدو بن برخيا ،  ويحيى بن زكريا  ،  [ ص: 509 ] وعيسى ابن مريم ابنة عمران بن ياشهم بن أمون بن حزقيا  ، وإلياس   . 
واختلفوا في " إلياس   " . 
فكان ابن إسحاق  يقول : هو إلياس بن يسى بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران ، ابن أخي موسى  نبي الله - صلى الله عليه وسلم - . 
وكان غيره يقول : هو إدريس   . وممن ذكر ذلك عنه  عبد الله بن مسعود   . 
13515 - حدثنا  محمد بن بشار  قال : حدثنا أبو أحمد  قال : حدثنا إسرائيل  ، عن أبي إسحاق  ، عن عبيدة بن ربيعة  ، عن  عبد الله بن مسعود  قال : " إدريس   " هو " إلياس   " و " إسرائيل   " هو " يعقوب   " . 
وأما أهل الأنساب فإنهم يقولون : " إدريس   " جد نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ ،  و " أخنوخ " هو " إدريس بن يرد بن مهلائيل   " . وكذلك روي عن  وهب بن منبه   .  [ ص: 510 ] 
والذي يقول أهل الأنساب أشبه بالصواب . وذلك أن الله - تعالى ذكره - نسب " إلياس   " في هذه الآية إلى " نوح   " وجعله من ذريته ، و " نوح " ابن إدريس  عند أهل العلم ، فمحال أن يكون جد أبيه منسوبا إلى أنه من ذريته . 
وقوله : " كل من الصالحين " يقول : من ذكرناه من هؤلاء الذين سمينا " من الصالحين " يعني : زكريا  ويحيى  وعيسى  وإلياس  صلى الله عليهم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					