القول في تأويل قوله ( قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين    ( 13 ) ) 
قال أبو جعفر   : يعني بذلك جل ثناؤه : قال الله لإبليس عند ذلك : ( فاهبط منها ) . 
وقد بينا معنى " الهبوط " فيما مضى قبل ، بما أغنى عن إعادته . 
( فما يكون لك أن تتكبر فيها   ) ، يقول تعالى ذكره : فقال الله له : " اهبط منها " ، يعني : من الجنة " فما يكون لك " ، يقول : فليس لك أن تستكبر في الجنة عن طاعتي وأمري . 
فإن قال قائل : هل لأحد أن يتكبر في الجنة؟ قيل : إن معنى ذلك بخلاف ما إليه ذهبت ، وإنما معنى ذلك : فاهبط من الجنة ، فإنه لا يسكن الجنة متكبر عن أمر الله ، فأما غيرها ، فإنه قد يسكنها المستكبر عن أمر الله ، والمستكين لطاعته .  [ ص: 330 ] 
وقوله : ( فاخرج إنك من الصاغرين   ) ، يقول : فاخرج من الجنة ، إنك من الذين قد نالهم من الله الصغار والذل والمهانة . 
يقال منه : " صغر يصغر صغرا وصغارا وصغرانا " ، وقد قيل : " صغر يصغر صغارا وصغارة " . 
وبنحو ذلك قال  السدي   . 
14359 - حدثنا موسى  قال ، حدثنا عمرو  قال ، حدثنا أسباط  ، عن  السدي   : ( فاخرج إنك من الصاغرين   ) ، و " الصغار " ، هو الذل . 
				
						
						
