القول في تأويل قوله ( قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار كلما دخلت أمة لعنت أختها   )  
قال أبو جعفر   : وهذا خبر من الله جل ثناؤه عن قيله لهؤلاء المفترين عليه ، المكذبين آياته يوم القيامة . يقول تعالى ذكره : قال لهم حين وردوا عليه يوم القيامة ، ادخلوا ، أيها المفترون على ربكم ، المكذبون رسله ، في جماعات من ضربائكم ( قد خلت من قبلكم ) ، يقول : قد سلفت من قبلكم " من الجن والإنس في النار   " ، ومعنى ذلك : ادخلوا في أمم هي في النار ، قد خلت  [ ص: 416 ] من قبلكم من الجن والإنس وإنما يعني ب " الأمم " ، الأحزاب وأهل الملل الكافرة ( كلما دخلت أمة لعنت أختها   ) ، يقول جل ثناؤه : كلما دخلت النار جماعة من أهل ملة لعنت أختها ، يقول : شتمت الجماعة الأخرى من أهل ملتها ، تبريا منها . 
وإنما عنى ب " الأخت " ، الأخوة في الدين والملة ، وقيل : " أختها " ، ولم يقل : " أخاها " ، لأنه عنى بها " أمة " وجماعة أخرى ، كأنه قيل : كلما دخلت أمة لعنت أمة أخرى من أهل ملتها ودينها . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
14592 - حدثني محمد بن الحسين  قال ، حدثنا أحمد بن مفضل  قال ، حدثنا أسباط  ، عن  السدي   : ( كلما دخلت أمة لعنت أختها   ) ، يقول : كلما دخل أهل ملة لعنوا أصحابهم على ذلك الدين ، يلعن المشركون المشركين ، واليهود  اليهود ،  والنصارى  النصارى ،  والصابئون  الصابئين ،  والمجوس  المجوس  ، تلعن الآخرة الأولى . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					