[ ص: 481 ] القول في تأويل قوله ( فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون    ( 53 ) ) 
قال أبو جعفر   : وهذا خبر من الله تعالى ذكره عن هؤلاء المشركين الذين وصف صفتهم ، أنهم يقولون عند حلول سخط الله بهم ، وورودهم أليم عذابه ، ومعاينتهم تأويل ما كانت رسل الله تعدهم : هل لنا من أصدقاء وأولياء اليوم فيشفعوا لنا عند ربنا ، فتنجينا شفاعتهم عنده مما قد حل بنا من سوء فعالنا في الدنيا أو نرد إلى الدنيا مرة أخرى ، فنعمل فيها بما يرضيه ويعتبه من أنفسنا؟ قال هذا القول المساكين هنالك ، لأنهم كانوا عهدوا في الدنيا أنفسهم لها شفعاء تشفع لهم في حاجاتهم ، فيذكروا ذلك في وقت لا خلة فيه لهم ولا شفاعة . 
يقول الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه : " قد خسروا أنفسهم   " ، يقول : غبنوا أنفسهم حظوظها ، ببيعهم ما لا خطر له من نعيم الآخرة الدائم ، بالخسيس من عرض الدنيا الزائل " وضل عنهم ما كانوا يفترون   " ، يقول : وأسلمهم لعذاب الله ، وحار عنهم أولياؤهم ، الذين كانوا يعبدونهم من دون الله ، ويزعمون كذبا وافتراء أنهم أربابهم من دون الله . 
14772 - حدثني محمد بن الحسين  قال ، حدثنا أحمد بن المفضل  قال ، حدثنا أسباط ،  عن  السدي  قوله : " قد خسروا أنفسهم   " ، يقول : شروها بخسران .  [ ص: 482 ] 
وإنما رفع قوله : " أو نرد " ولم ينصب عطفا على قوله : " فيشفعوا لنا " ، لأن المعنى : هل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو هل نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل؟ ولم يرد به العطف على قوله : " فيشفعوا لنا " . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					