[ ص: 15 ] القول في تأويل قوله ( فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين    ( 107 ) ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين   ( 108 ) ) 
قال أبو جعفر   : يقول جل ثناؤه : فألقى موسى  عصاه " فإذا هي ثعبان مبين   " ، يعني حية . "مبين" يقول : تتبين لمن يراها أنها حية . 
وبما قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
14909 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى  قال ، حدثنا محمد بن ثور ،  عن معمر  ، عن قتادة   : " فإذا هي ثعبان مبين   " قال : تحولت حية عظيمة . وقال غيره : مثل المدينة  . 
14910 - حدثنا بشر  قال ، حدثنا يزيد  قال ، حدثنا سعيد  ، عن قتادة  قوله : " فإذا هي ثعبان مبين   " ، يقول : فإذا هي حية كاد يتسوره يعني : كاد يثب عليه  . 
14911 - حدثني موسى بن هارون  قال ، حدثنا عمرو  قال ، حدثنا أسباط  ، عن  السدي   : " فإذا هي ثعبان مبين   " ، "والثعبان" : الذكر من الحيات ، فاتحة فاها ، واضعة لحيها الأسفل في الأرض ، والأعلى على سور القصر ، ثم توجهت نحو فرعون  لتأخذه ، فلما رأها ذعر منها ، ووثب فأحدث ، ولم يكن  [ ص: 16 ] يحدث قبل ذلك ، وصاح : يا موسى ،  خذها وأنا مؤمن بك ، وأرسل معك بنى إسرائيل   ! فأخذها موسى  فعادت عصا  . 
14912 - حدثني  عبد الكريم بن الهيثم  قال ، حدثنا إبراهيم بن بشار  قال ، حدثنا سفيان بن عيينة  قال ، حدثنا أبو سعد  ، عن عكرمة  ، عن ابن عباس   : " فإذا هي ثعبان مبين   " قال : ألقى العصا فصارت حية ، فوضعت فقما لها أسفل القبة ، وفقما لها أعلى القبة قال عبد الكريم ،  قال إبراهيم   : وأشار سفيان  بأصبعه الإبهام والسبابة هكذا : شبه الطاق فلما أرادت أن تأخذه ، قال فرعون   : يا موسى  خذها ! فأخذها موسى  بيده ، فعادت عصا كما كانت أول مرة  . 
14913 - حدثنا العباس بن الوليد  قال ، حدثنا  يزيد بن هارون  قال ، أخبرنا الأصبغ بن زيد  ، عن القاسم بن أبي أيوب  قال ، حدثني سعيد بن جبير  ، عن ابن عباس  ، قال : ألقى عصاه فتحولت حية عظيمة فاغرة فاها ، مسرعة إلى فرعون ،  فلما رأى فرعون  أنها قاصدة إليه ، اقتحم عن سريره ، فاستغاث بموسى  أن يكفها عنه ، ففعل . 
14914 - حدثني المثنى  ، قال : حدثنا عبد الله بن صالح  قال ، حدثني معاوية  ، عن علي  ، عن ابن عباس  قوله : " ثعبان مبين   " قال : الحية الذكر . 
14915 - حدثني المثنى  قال ، حدثنا إسحاق  قال ، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم  قال ، حدثني عبد الصمد بن معقل   : أنه سمع  وهب بن منبه  يقول : لما دخل موسى  على فرعون  ، قال له فرعون   : أعرفك؟ قال : نعم! قال : ألم نربك فينا وليدا  ؟ [ سورة الشعراء : 18 ] . قال : فرد إليه موسى  الذي رد ،  [ ص: 17 ] فقال فرعون   : خذوه! فبادره موسى  فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ، فحملت على الناس فانهزموا ، فمات منهم خمسة وعشرون ألفا ، قتل بعضهم بعضا ، وقام فرعون  منهزما حتى دخل البيت  . 
14916 - حدثني الحارث  قال ، حدثنا عبد العزيز  قال ، حدثنا أبو سعد  قال ، سمعت  مجاهدا  يقول في قوله : فألقاها فإذا هي حية تسعى  ، [ سورة طه : 20 ] ، قال : ما بين لحييها أربعون ذراعا  . 
14917 - حدثنا ابن وكيع  قال ، حدثنا  عبدة بن سليمان  ، عن جويبر  ، عن الضحاك   : " فإذا هي ثعبان مبين   " ، قال : الحية الذكر . 
قال أبو جعفر   : وأما قوله : " ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين   " ، فإنه يقول : وأخرج يده ، فإذا هي بيضاء تلوح لمن نظر إليها من الناس . 
وكان موسى ،  فيما ذكر لنا ، آدم ، فجعل الله تحول يده بيضاء من غير برص ، له آية ، وعلى صدق قوله : " إني رسول من رب العالمين   " ، حجة . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
14918 - حدثنا العباس  قال ، أخبرنا يزيد  قال ، حدثنا الأصبغ بن زيد  ، عن القاسم بن أبي أيوب  ، قال : حدثني سعيد بن جبير  ، عن ابن عباس  قال ، أخرج يده من جيبه فرآها بيضاء من غير سوء يعني : من غير برص ثم أعادها إلى كمه ، فعادت إلى لونها الأول . 
14919 - حدثني المثنى  قال ، حدثنا عبد الله بن صالح  قال ، حدثني  [ ص: 18 ] معاوية  ، عن علي بن أبى طلحة  ، عن ابن عباس  ، قوله : " بيضاء للناظرين   " ، يقول : من غير برص . 
14920 - حدثني محمد بن عمرو  قال ، حدثنا أبو عاصم  قال ، حدثنا عيسى  ، عن ابن أبي نجيح  ، عن مجاهد  ، في قول الله : " ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين   " ، قال : نزع يده من جيبه بيضاء من غير برص  . 
14921 - حدثني المثنى  قال ، حدثنا أبو حذيفة  قال ، حدثنا شبل  ، عن ابن أبي نجيح  ، عن مجاهد  ، مثله . 
14922 - حدثني موسى بن هارون  قال ، حدثنا عمرو  قال ، حدثنا أسباط  ، عن  السدي   : " ونزع يده   " ، أخرجها من جيبه " فإذا هي بيضاء للناظرين   " . 
14923 - حدثني الحارث  قال ، حدثنا عبد العزيز  قال ، حدثنا أبو سعد  قال ، سمعت  مجاهدا  يقول في قوله : " ونزع يده   " قال : نزع يده من جيبه " فإذا هي بيضاء للناظرين   " ، وكان موسى  رجلا آدم ، فأخرج يده ، فإذا هي بيضاء ، أشد بياضا من اللبن " من غير سوء   " ، قال : من غير برص ، آية لفرعون   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					