القول في فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ( 157 ) ) تأويل قوله (
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : فالذين صدقوا بالنبي الأمي ، وأقروا بنبوته "وعزروه" ، يقول : وقروه وعظموه وحموه من الناس ، كما : -
15244 - حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال ، حدثني [ ص: 169 ] معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس : "وعزروه" ، يقول : حموه وقروه .
15245 - حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثني موسى بن قيس ، عن مجاهد : " وعزروه ونصروه " : "عزروه" ، سددوا أمره ، وأعانوا رسوله "ونصروه" .
وقوله : "نصروه" ، يقول : وأعانوه على أعداء الله وأعدائه ، بجهادهم ونصب الحرب لهم " واتبعوا النور الذي أنزل معه " ، يعني القرآن والإسلام " أولئك هم المفلحون " ، يقول : الذين يفعلون هذه الأفعال التي وصف بها جل ثناؤه أتباع محمد صلى الله عليه وسلم ، هم المنجحون المدركون ما طلبوا ورجوا بفعلهم ذلك .
15246 - حدثنا بشر بن معاذ قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة قال : فما نقموا يعني اليهود إلا أن حسدوا نبي الله ، فقال الله : " فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه " ، فأما نصره وتعزيره فقد سبقتم به ، ولكن خياركم من آمن بالله واتبع النور الذي أنزل معه .
يريد قتادة بقوله "فما نقموا إلا أن حسدوا نبي الله" ، أن اليهود كان محمد صلى الله عليه وسلم بما جاء به من عند الله رحمة عليهم لو اتبعوه ، لأنه جاء بوضع الإصر والأغلال عنهم ، فحملهم الحسد على الكفر به ، وترك قبول التخفيف ، لغلبة خذلان الله عليهم . [ ص: 170 ]