القول في تأويل قوله ( ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون    ( 159 ) ) 
قال أبو جعفر   : يقول تعالى ذكره : " ومن قوم موسى   " ، يعني بني إسرائيل   "أمة" ، يقول : جماعة " يهدون بالحق   " ، يقول : يهتدون بالحق ، أي يستقيمون عليه ويعملون " وبه يعدلون   " ، أي : وبالحق يعطون ويأخذون ، وينصفون من أنفسهم فلا يجورون . 
وقد قال في صفة هذه الأمة التي ذكرها الله في الآية ، جماعة أقوالا نحن ذاكرو ما حضرنا منها .  [ ص: 173 ] 
15250 - حدثني المثنى  قال ، حدثنا إسحاق  قال ، حدثنا عبد الله بن الزبير  ، عن ابن عيينة  ، عن صدقة أبي الهذيل  ، عن  السدي   : " ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون   " ، قال : قوم بينكم وبينهم نهر من شهد . 
15251 - حدثنا القاسم  قال ، حدثنا الحسين  قال ، حدثني حجاج  ، عن  ابن جريج  قوله : " ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون   " ، قال : بلغني أن بني إسرائيل  لما قتلوا أنبياءهم ، كفروا . وكانوا اثني عشر سبطا ، تبرأ سبط منهم مما صنعوا ، واعتذروا ، وسألوا الله أن يفرق بينهم وبينهم ، ففتح الله لهم نفقا في الأرض ، فساروا فيه حتى خرجوا من وراء الصين  ، فهم هنالك ،  [ ص: 174 ] حنفاء مسلمون يستقبلون قبلتنا . قال  ابن جريج   : قال ابن عباس   : فذلك قوله : ( وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا   ) [ سورة الإسراء : 104 ] . و"وعد الآخرة" ، عيسى ابن مريم ،  يخرجون معه . قال  ابن جريج   : قال ابن عباس   : ساروا في السرب سنة ونصفا  . 
				
						
						
