القول في تأويل قوله ( وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم    ( 71 ) ) 
قال أبو جعفر   : يقول تعالى ذكره لنبيه : وإن يرد هؤلاء الأسارى الذين في أيديكم ( خيانتك ) ، أي الغدر بك والمكر والخداع ، بإظهارهم لك بالقول خلاف ما في نفوسهم ( فقد خانوا الله من قبل   ) ، يقول : فقد خالفوا أمر الله من قبل وقعة بدر  ، وأمكن منهم ببدر  المؤمنين ( والله عليم ) ، بما يقولون بألسنتهم ويضمرونه في نفوسهم ( حكيم ) ، في تدبيرهم وتدبير أمور خلقه سواهم . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
16328 - حدثنا القاسم  قال : حدثنا الحسين  قال : حدثنا حجاج  ، عن  [ ص: 76 ]  ابن جريج  ، عن  عطاء الخراساني  ، عن ابن عباس   : ( وإن يريدوا خيانتك   ) ، يعني : العباس  وأصحابه في قولهم : آمنا بما جئت به ، ونشهد أنك رسول الله ، لننصحن لك على قومنا" ، يقول : إن كان قولهم خيانة ( فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم   ) ، يقول : قد كفروا وقاتلوك ، فأمكنك الله منهم . 
16329 - حدثنا بشر  قال : حدثنا يزيد  قال : حدثنا سعيد  ، عن قتادة  قوله : ( وإن يريدوا خيانتك   ) الآية ، قال : ذكر لنا أن رجلا كتب لنبي الله صلى الله عليه وسلم ، ثم عمد فنافق ، فلحق بالمشركين بمكة  ، ثم قال : "ما كان محمد  يكتب إلا ما شئت!" فلما سمع ذلك رجل من الأنصار  ، نذر لئن أمكنه الله منه ليضربنه بالسيف ، فلما كان يوم الفتح ، أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا  عبد الله بن سعد بن أبي سرح  ، ومقيس بن صبابة  ، وابن خطل  ، وامرأة كانت تدعو على النبي صلى الله عليه وسلم كل صباح ، فجاء عثمان  بابن أبي سرح  ، وكان رضيعه أو : أخاه من الرضاعة فقال : يا رسول الله ، هذا فلان أقبل تائبا نادما! فأعرض نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فلما سمع به الأنصاري أقبل متقلدا سيفه ، فأطاف به ، وجعل ينظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجاء أن يومئ إليه ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم يده فبايعه ، فقال : أما والله لقد تلومتك فيه لتوفي نذرك! فقال : يا نبي الله إني هبتك ، فلولا أومضت إلي! فقال : إنه لا ينبغي لنبي أن يومض   . 
16330 - حدثني محمد بن الحسين  قال : حدثنا أحمد بن المفضل  قال :  [ ص: 77 ] حدثنا أسباط  ، عن  السدي   : ( وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم   ) ، يقول : قد كفروا بالله ونقضوا عهده ، فأمكن منهم ببدر   . 
				
						
						
