القول في تأويل قوله ( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين    ( 46 ) ) 
قال أبو جعفر   : يقول تعالى ذكره : ولو أراد هؤلاء المستأذنوك ، يا محمد ،  في ترك الخروج معك لجهاد عدوك ، الخروج معك ( لأعدوا له عدة   ) ، يقول : لأعدوا للخروج عدة ، ولتأهبوا للسفر والعدو أهبتهما ( ولكن كره الله انبعاثهم   ) ، يعني : خروجهم لذلك ( فثبطهم ) ، يقول : فثقل عليهم الخروج حتى استخفوا القعود في منازلهم خلافك ، واستثقلوا السفر والخروج معك ، فتركوا  [ ص: 277 ] لذلك الخروج ( وقيل اقعدوا مع القاعدين   ) ، يعني : اقعدوا مع المرضى والضعفاء الذين لا يجدون ما ينفقون ، ومع النساء والصبيان ، واتركوا الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والمجاهدين في سبيل الله . 
وكان تثبيط الله إياهم عن الخروج مع رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به ، لعلمه بنفاقهم وغشهم للإسلام وأهله ، وأنهم لو خرجوا معهم ضروهم ولم ينفعوا . وذكر أن الذين استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في القعود كانوا : " عبد الله بن أبي بن سلول   " ، و" الجد بن قيس   " ، ومن كانا على مثل الذي كانا عليه . كذلك : - 
16770 - حدثنا ابن حميد  قال : حدثنا سلمة  ، عن ابن إسحاق  قال : كان الذين استأذنوه فيما بلغني ، من ذوي الشرف ، منهم : عبد الله بن أبي بن سلول  ، والجد بن قيس  ، وكانوا أشرافا في قومهم ، فثبطهم الله ، لعلمه بهم ، أن يخرجوا معهم ، فيفسدوا عليه جنده . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					