[ ص: 538 ] القول في تأويل قوله : ( إن الله له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير    ( 116 ) ) 
قال أبو جعفر   : يقول - تعالى ذكره - : إن الله - أيها الناس - له سلطان السماوات والأرض وملكهما ، وكل من دونه من الملوك فعبيده ومماليكه ، بيده حياتهم وموتهم ، يحيي من يشاء منهم ، ويميت من يشاء منهم ، فلا تجزعوا - أيها المؤمنون - من قتال من كفر بي من الملوك . ملوك الروم  كانوا أو ملوك فارس  والحبشة ،  أو غيرهم ، واغزوهم وجاهدوهم في طاعتي ، فإني المعز من أشاء منهم ومنكم ، والمذل من أشاء . 
وهذا حض من الله - جل ثناؤه - المؤمنين على قتال كل من كفر به  من المماليك ، وإغراء منه لهم بحربهم . 
وقوله : ( وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير   ) يقول : وما لكم من أحد هو لكم حليف من دون الله يظاهركم عليه ، إن أنتم خالفتم أمر الله فعاقبكم على خلافكم أمره ، يستنقذكم من عقابه ( ولا نصير   ) ينصركم منه إن أراد بكم سوءا . يقول : فبالله فثقوا ، وإياه فارهبوا ، وجاهدوا في سبيله من كفر به ، فإنه قد اشترى منكم أنفسكم وأموالكم بأن لكم الجنة ، تقاتلون في سبيله فتقتلون وتقتلون . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					