القول في تأويل قوله تعالى : ( قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح  فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين   ( 46 ) ) 
قال أبو جعفر   : يقول الله تعالى ذكره : قال الله يا نوح  إن الذي غرقته فأهلكته الذي تذكر أنه من أهلك ليس من أهلك . 
واختلف أهل التأويل في معنى قوله : ( ليس من أهلك   ) . 
فقال بعضهم : معناه : ليس من ولدك ، هو من غيرك . وقالوا : كان ذلك من حنث . 
ذكر من قال ذلك : 
18208 - حدثني يعقوب بن إبراهيم  قال ، حدثنا هشيم ،  عن عوف ،  عن الحسن ،  في قوله : ( إنه ليس من أهلك   ) ، قال : لم يكن ابنه . 
18209 - حدثنا أبو كريب   وابن وكيع  قالا حدثنا يحيى بن يمان ،  عن شريك ،  عن جابر ،  عن أبي جعفر   : ( ونادى نوح ابنه   ) ، قال : ابن امرأته . 
18210 - حدثنا ابن وكيع  قال ، حدثنا  ابن علية ،  عن أصحاب ابن أبي عروبة  فيهم ، [ عن ] الحسن  قال : لا والله ، ما هو بابنه .  [ ص: 341 ] 
18211 - . . . . قال ، حدثنا أبي ، عن إسرائيل ،  عن جابر ،  عن أبي جعفر   : ( ونادى نوح ابنه   ) ، قال : هذه بلغة طي لم يكن ابنه ، كان ابن امرأته . 
18212 - حدثني المثنى  قال ، حدثنا  عمرو بن عون  قال ، حدثنا هشيم ،  عن عوف ، ومنصور ،  عن الحسن  في قوله : ( إنه ليس من أهلك   ) ، قال : لم يكن ابنه . وكان يقرؤها : ( إنه عمل غير صالح   ) 
18213 - حدثنا الحسن بن يحيى  قال ، أخبرنا عبد الرزاق ،  قال : أخبرنا معمر ،  عن قتادة  قال : كنت عند الحسن  فقال : "نادى نوح  ابنه" ، لعمر الله ما هو ابنه ! قال : قلت : يا أبا سعيد  يقول : ( ونادى نوح ابنه   ) ، وتقول : ليس بابنه؟ قال : أفرأيت قوله : ( إنه ليس من أهلك   ) ؟ قال : قلت إنه ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم معك ، ولا يختلف أهل الكتاب أنه ابنه . قال : إن أهل الكتاب يكذبون . 
18214 - حدثنا بشر  قال ، حدثنا يزيد  قال ، حدثنا سعيد ،  عن قتادة ،  قال : سمعت الحسن  يقرأ هذه الآية : ( إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح   ) ، فقال عند ذلك : والله ما كان ابنه . ثم قرأ هذه الآية : ( فخانتاهما   ) ، [ سورة التحريم : 10 ] قال سعيد   : فذكرت ذلك لقتادة ،  قال : ما كان ينبغي له أن يحلف! 
18215 - حدثني محمد بن عمرو  قال ، حدثنا أبو عاصم  قال ، حدثنا عيسى ،  عن ابن أبي نجيح ،  عن مجاهد   : ( فلا تسألن ما ليس لك به علم   ) ، قال : تبين لنوح أنه ليس بابنه .  [ ص: 342 ] 
18216 - حدثني المثنى  قال ، حدثنا أبو حذيفة  قال ، حدثنا شبل ،  عن ابن أبي نجيح ،  عن مجاهد   : ( فلا تسألني ما ليس لك به علم   ) ، قال : بين الله لنوح  أنه ليس بابنه . 
18217 - حدثني المثنى  قال ، حدثنا إسحاق  قال ، حدثنا عبد الله ،  عن ورقاء ،  عن ابن أبى نجيح ،  عن مجاهد  مثله . 
18218 - حدثنا القاسم  قال ، حدثنا الحسين  قال ، حدثني حجاج ،  عن  ابن جريج ،  عن مجاهد ،  مثله . 
قال  ابن جريج  في قوله : ( ونادى نوح ابنه   ) ، قال : ناداه وهو يحسبه أنه ابنه وكان ولد على فراشه 
18219 - حدثني الحارث  قال ، حدثنا عبد العزيز  قال ، حدثنا إسرائيل ،  عن ثوير ،  عن أبي جعفر   : ( إنه ليس من أهلك   ) ، قال : لو كان من أهله لنجا . 
18220 - حدثني محمد بن عمرو  قال ، حدثنا سفيان ،  عن عمرو ،  سمع  عبيد بن عمير  يقول : نرى أن ما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم " الولد للفراش  " ، من أجل ابن نوح   . 
18221 - حدثنا ابن وكيع  قال ، حدثنا  ابن علية ،  عن ابن عون ،  عن الحسن  قال : لا والله ما هو بابنه . 
وقال آخرون : معنى ذلك : ( ليس من أهلك   ) الذين وعدتك أن أنجيهم . 
ذكر من قال ذلك : 
18222 - حدثنا أبو كريب   وابن وكيع  قالا حدثنا ابن يمان ،  عن  [ ص: 343 ] سفيان ،  عن أبي عامر ،  عن الضحاك ،  عن ابن عباس  في قوله : ( ونادى نوح ابنه   ) ، قال : هو ابنه . 
18223 - حدثنا ابن وكيع  قال ، حدثنا أبو أسامة ،  عن سفيان  قال ، حدثنا أبو عامر ،  عن الضحاك  قال : قال ابن عباس   : هو ابنه ، ما بغت امرأة نبي قط . 
18224 - حدثنا الحسن بن يحيى  قال ، أخبرنا عبد الرزاق ،  قال ، أخبرنا الثوري ،  عن أبي عامر الهمداني ،  عن الضحاك  بن مزاحم ،  عن ابن عباس  قال ، ما بغت امرأة نبي قط . قال : وقوله : ( إنه ليس من أهلك   ) ، الذين وعدتك أن أنجيهم معك . 
18225 - حدثنا الحسن  قال ، أخبرنا عبد الرزاق  قال ، أخبرنا معمر ،  عن قتادة  وغيره ، عن عكرمة ،  عن ابن عباس  قال : هو ابنه : غير أنه خالفه في العمل والنية قال عكرمة  في بعض الحروف : ( إنه عمل عملا غير صالح ) ، والخيانة تكون على غير باب . 
18226 - حدثنا بشر  قال ، حدثنا يزيد  قال ، حدثنا سعيد ،  عن قتادة  قال ، كان عكرمة  يقول : كان ابنه ، ولكن كان مخالفا له في النية والعمل ، فمن ثم قيل له : ( إنه ليس من أهلك   ) . 
18227 - حدثنا الحسن  قال ، أخبرنا عبد الرزاق  قال ، أخبرنا الثوري  وابن عيينة  ، عن موسى بن أبي عائشة ،  عن  سليمان بن قتة  قال : سمعت ابن عباس  يسأل وهو إلى جنب الكعبة  عن قول الله تعالى : ( فخانتاهما   ) ، [ سورة التحريم : 10 ] ، قال : أما إنه لم يكن بالزنا ، ولكن كانت هذه تخبر الناس أنه مجنون ، وكانت هذه تدل على الأضياف . ثم قرأ : ( إنه عمل غير صالح   ) قال ابن عيينة   : وأخبرني  عمار الدهني   : أنه سأل سعيد بن جبير  عن ذلك فقال : كان ابن نوح ،  إن الله لا يكذب! قال : ( ونادى نوح ابنه   ) ،  [ ص: 344 ] قال : وقال بعض العلماء : ما فجرت امرأة نبي قط . 
18228 - حدثنا ابن وكيع  قال ، حدثنا ابن عيينة ،  عن  عمار الدهني ،  عن سعيد بن جبير  قال : قال الله ، وهو الصادق ، وهو ابنه : ( ونادى نوح ابنه   ) . 
18229 - حدثنا أبو كريب  قال ، حدثنا ابن يمان ،  عن سعيد ،  عن موسى بن أبي عائشة ،  عن  عبد الله بن شداد ،  عن ابن عباس  قال : ما بغت امرأة نبي قط . 
18230 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم  قال ، حدثنا هشيم ،  قال : سألت أبا بشر  عن قوله : ( إنه ليس من أهلك   ) ، قال : ليس من أهل دينك ، وليس ممن وعدتك أن أنجيهم قال يعقوب   : قال هشيم   : كان عامة ما كان يحدثنا أبو بشر  عن سعيد بن جبير   . 
18231 - حدثنا ابن وكيع  قال ، حدثنا محمد بن عبيد ،  عن يعقوب بن قيس  قال : أتى سعيد بن جبير  رجل فقال : يا أبا عبد الله ،  الذي ذكر الله في كتابه "ابن نوح" ابنه هو؟ قال : نعم ، والله إن نبي الله أمره أن يركب معه في السفينة فعصى ، فقال : ( سآوي إلى جبل يعصمني من الماء   ) ، قال : ( يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح   ) ، لمعصية نبي الله . 
18232 - حدثني يونس  قال ، أخبرنا ابن وهب  قال ، أخبرني أبو صخر ،  عن أبي معاوية البجلي ،  عن سعيد بن جبير   : أنه جاء إليه رجل فسأله . فقال : أرأيتك ابن نوح  ابنه؟ فسبح طويلا ثم قال : لا إله إلا الله ، يحدث الله محمدا   : ( ونادى نوح ابنه   ) وتقول ليس منه ؟ ولكن خالفه في العمل ، فليس منه من لم يؤمن . 
18233 - حدثني يعقوب   وابن وكيع  قالا حدثنا  ابن علية ،  عن أبي هارون الغنوي ،  عن عكرمة  في قوله : ( ونادى نوح ابنه   ) ، قال : أشهد أنه ابنه ، قال الله :  [ ص: 345 ]  ( ونادى نوح ابنه   ) . 
18234 - حدثنا ابن وكيع  قال ، حدثنا أبي ، عن إسرائيل ،  عن جابر ،  عن مجاهد  وعكرمة  قالا : هو ابنه . 
18235 - حدثني فضالة بن الفضل الكوفي  قال ، قال بزيع   : سأل رجل الضحاك  عن ابن نوح  ، فقال : ألا تعجبون إلى هذا الأحمق ! يسألني عن ابن نوح ،  وهو ابن نوح  كما قال الله : قال نوح  لابنه! 
18236 - حدثنا ابن حميد  قال ، حدثنا  يحيى بن واضح  قال ، حدثنا عبيد ،  عن الضحاك  أنه قرأ : ( ونادى نوح ابنه   ) ، وقوله : ( ليس من أهلك   ) ، قال : يقول : ليس هو من أهلك . قال : يقول : ليس هو من أهل ولايتك ، ولا ممن وعدتك أن أنجي من أهلك ( إنه عمل غير صالح   ) ، قال : يقول كان عمله في شرك . 
18237 - حدثنا ابن وكيع  قال ، حدثنا أبو معاوية ،  عن جويبر ،  عن الضحاك  قال : هو والله ابنه لصلبه . 
18238 - حدثني المثنى  قال ، حدثنا  عمرو بن عون  قال ، أخبرنا هشيم ،  عن جويبر ،  عن الضحاك  في قوله : ( ليس من أهلك   ) ، قال : ليس من أهل دينك ، ولا ممن وعدتك أن أنجيه ، وكان ابنه لصلبه . 
18239 - حدثني المثنى  قال ، حدثنا عبد الله بن صالح  قال ، حدثني  [ ص: 346 ] معاوية ،  عن علي ،  عن ابن عباس  قوله : ( قال يا نوح إنه ليس من أهلك   ) ، يقول : ليس ممن وعدناه النجاة . 
18240 - حدثت عن الحسين بن الفرج  قال : سمعت أبا معاذ  قال ، حدثنا عبيد بن سليمان  قال ، سمعت الضحاك  يقول في قوله : ( إنه ليس من أهلك   ) ، يقول : ليس من أهل ولايتك ، ولا ممن وعدتك أن أنجي من أهلك ( إنه عمل غير صالح   ) ، يقول : كان عمله في شرك . 
18241 - حدثنا ابن وكيع  قال ، حدثنا خالد بن حيان ،  عن جعفر بن برقان ،  عن ميمون  ، وثابت بن الحجاج  قالا هو ابنه ، ولد على فراشه . 
قال أبو جعفر   : وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال : تأويل ذلك : إنه ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم ، لأنه كان لدينك مخالفا ، وبي كافرا وكان ابنه لأن الله تعالى ذكره قد أخبر نبيه محمدا  صلى الله عليه وسلم أنه ابنه فقال : ( ونادى نوح ابنه   ) ، وغير جائز أن يخبر أنه ابنه فيكون بخلاف ما أخبر . وليس في قوله : ( إنه ليس من أهلك   ) ، دلالة على أنه ليس بابنه ، إذ كان قوله : ( ليس من أهلك   ) ، محتملا من المعنى ما ذكرنا ، ومحتملا أنه ليس من أهل دينك ، ثم يحذف "الدين" فيقال : ( إنه ليس من أهلك   ) ، كما قيل : ( واسأل القرية التي كنا فيها   ) ، [ سورة يوسف : 82 ] . 
وأما قوله : ( إنه عمل غير صالح   ) ، فإن القرأة اختلفت في قراءته . 
فقرأته عامة قرأة الأمصار : ( إنه عمل غير صالح   ) بتنوين "عمل" ورفع "غير" . 
واختلف الذين قرءوا ذلك كذلك في تأويله . 
فقال بعضهم : معناه : إن مسألتك إياي هذه عمل غير صالح .  [ ص: 347 ] 
ذكر من قال ذلك : 
18242 - حدثنا ابن وكيع  قال ، حدثنا جرير ،  عن مغيرة ،  عن إبراهيم   : ( إنه عمل غير صالح   ) ، قال : إن مسألتك إياي هذه عمل غير صالح . 
18243 - حدثنا بشر  قال ، حدثنا يزيد  قال ، حدثنا سعيد ،  عن قتادة   : ( إنه عمل غير صالح   ) ، أي : سوء ( فلا تسألن ما ليس لك به علم   ) . 
18244 - حدثني المثنى  قال ، حدثنا عبد الله  قال ، حدثني معاوية ،  عن علي ،  عن ابن عباس  قوله : ( إنه عمل غير صالح   ) ، يقول : سؤالك عما ليس لك به علم . 
18245 - حدثنا القاسم  قال ، حدثنا الحسين  قال ، حدثني حجاج ،  عن حمزة الزيات ،  عن الأعمش ،  عن مجاهد  قوله : ( إنه عمل غير صالح   ) ، قال : سؤالك إياي ، عمل غير صالح ( فلا تسألن ما ليس لك به علم   )  . 
وقال آخرون : بل معناه : إن الذي ذكرت أنه ابنك فسألتني أن أنجيه ، عمل غير صالح ، أي : أنه لغير رشدة . وقالوا : "الهاء" ، في قوله : "إنه" عائدة على "الابن" . 
ذكر من قال ذلك : 
18246 - حدثنا ابن وكيع  قال ، حدثنا ابن نمير ،  عن ابن أبي عروبة ،  عن قتادة ،  عن الحسن  أنه قرأ : ( عمل غير صالح   ) ، قال : ما هو والله بابنه  . 
وروي عن جماعة من السلف أنهم قرءوا ذلك : ( إنه عمل غير صالح ) ،  [ ص: 348 ] على وجه الخبر عن الفعل الماضي ، "وغير" منصوبة . وممن روي عنه أنه قرأ ذلك كذلك ، ابن عباس   . 
18247 - حدثنا ابن وكيع  قال ، حدثنا ابن عيينة ،  عن موسى بن أبي عائشة ،  عن  سليمان بن قتة ،  عن ابن عباس  أنه قرأ : ( عمل غير صالح ) . 
ووجهوا تأويل ذلك إلى ما : - 
18248 - حدثنا به ابن وكيع  قال ، حدثنا غندر ،  عن ابن أبي عروبة ،  عن قتادة ،  عن عكرمة ،  عن ابن عباس   : ( إنه عمل غير صالح   ) ، قال : كان مخالفا في النية والعمل . 
قال أبو جعفر   : ولا نعلم هذه القراءة قرأ بها أحد من قرأة الأمصار ، إلا بعض المتأخرين ، واعتل في ذلك بخبر روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قرأ ذلك كذلك ، غير صحيح السند . وذلك حديث روي عن  شهر بن حوشب ،  فمرة يقول : "عن أم سلمة   " ، ومرة يقول : "عن أسماء بنت يزيد   " ، ولا نعلم أبنت يزيد [ يريد ] ؟ ولا نعلم لشهر سماعا يصح عن أم سلمة   .  [ ص: 349 ]  [ ص: 350 ]  [ ص: 351 ] 
قال أبو جعفر   : والصواب من القراءة في ذلك عندنا ما عليه قرأة الأمصار ، وذلك رفع ( عمل ) بالتنوين ، ورفع ( غير ) ، يعني : إن سؤالك إياي ما تسألنيه في ابنك المخالف دينك ، الموالي أهل الشرك بي ، من النجاة من الهلاك ، وقد مضت إجابتي إياك في دعائك : ( لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا   ) ، ما قد مضى من غير استثناء أحد منهم عمل غير صالح ، لأنه مسألة منك إلي أن لا أفعل ما قد تقدم مني القول بأني أفعله ، في إجابتي مسألتك إياي فعله . فذلك هو" العمل غير الصالح " . 
وقوله : ( فلا تسألن ما ليس لك به علم   ) ، نهي من الله تعالى ذكره نبيه نوحا  أن يسأله أسباب أفعاله التي قد طوي علمها عنه وعن غيره من البشر . يقول له تعالى ذكره : إني يا نوح  قد أخبرتك عن سؤالك سبب إهلاكي ابنك الذي أهلكته ، فلا تسألن بعدها عما قد طويت علمه عنك من أسباب أفعالي ، وليس لك به علم "إني أعظك أن تكون من الجاهلين" في مسألتك إياي عن ذلك . 
وكان ابن زيد  يقول في قوله : ( إني أعظك أن تكون من الجاهلين   ) ، ما : - 
18249 - حدثني به يونس  قال ، أخبرنا ابن وهب  قال ، قال ابن زيد  في قوله : ( إني أعظك أن تكون من الجاهلين   ) ، أن تبلغ الجهالة بك أن لا أفي لك بوعد وعدتك ، حتى تسألني ما ليس لك به علم ( وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين   ) . 
واختلفت القرأة في قراءة قوله : ( فلا تسألن ما ليس لك به علم   ) ، فقرأ ذلك عامة قرأة الأمصار ( فلا تسألن ما ليس لك به علم   ) ، بكسر النون وتخفيفها ونحوا بكسرها إلى الدلالة على "الياء" التي هي كناية اسم الله  [ ص: 352 ]  [ في ] : فلا تسألني . 
وقرأ ذلك بعض المكيين وبعض أهل الشام : ( فلا تسألن ) ، بتشديد النون وفتحها بمعنى : فلا تسألن يا نوح  ما ليس لك به علم . 
قال أبو جعفر   : والصواب من القراءة في ذلك عندنا ، تخفيف النون وكسرها ، لأن ذلك هو الفصيح من كلام العرب المستعمل بينهم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					