[ ص: 116 ]  [ القول في تأويل قوله تعالى : ( وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون    ( 43 ) ) 
قال أبو جعفر   : يعني جل ذكره بقوله : وقال ملك مصر   : إني أرى في المنام سبع بقرات سمان يأكلهن سبع من البقر عجاف . وقال : " إني أرى " ، ولم يذكر أنه رأى في منامه ولا في غيره ، لتعارف العرب  بينها في كلامها إذا قال القائل منهم : " أرى أني أفعل كذا وكذا " ، أنه خبر عن رؤيته ذلك في منامه ، وإن لم يذكر النوم . وأخرج الخبر جل ثناؤه على ما قد جرى به استعمال العرب  ذلك بينهم . 
( وسبع سنبلات خضر   ) ، يقول : وأرى سبع سنبلات خضر في منامي ( وأخر ) يقول : وسبعا أخر من السنبل ( يابسات يا أيها الملأ   ) ، يقول : يا أيها الأشراف من رجالي وأصحابي ( أفتوني في رؤياي   ) ، فاعبروها ، ( إن كنتم للرؤيا   ) عبرة . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك :  [ ص: 117 ] 
19330 - حدثنا ابن وكيع  قال : حدثنا عمرو بن محمد  ، عن أسباط  ، عن  السدي  قال : إن الله أرى الملك في منامه رؤيا هالته ، فرأى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف ، وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات ، فجمع السحرة والكهنة والحزاة والقافة ، فقصها عليهم ، فقالوا : ( أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين   ) . 
19331 - حدثنا ابن حميد  قال : حدثنا سلمة  ، عن ابن إسحاق  قال : ثم إن الملك الريان بن الوليد  رأى رؤياه التي رأى فهالته ، وعرف أنها رؤيا واقعة ، ولم يدر ما تأويلها ، فقال للملأ حوله من أهل مملكته : ( إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف   ) إلى قوله : ( بعالمين ) . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					