القول في تأويل قوله عز ذكره : ( واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد    ( 15 ) ) 
قال أبو جعفر   : يقول تعالى ذكره : واستفتحت الرسل على قومها : أي استنصرت الله عليها ( وخاب كل جبار عنيد   ) ، يقول : هلك كل متكبر جائر حائد عن الإقرار بتوحيد الله وإخلاص العبادة له . 
و "العنيد" و "العاند" و "العنود" بمعنى واحد . 
 [ ص: 543 ] ومن "الجبار" تقول : هو جبار بين الجبرية ، والجبرية ، والجبروة ، والجبروة ، والجبروت . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
20612 - حدثني محمد بن عمرو  قال : حدثنا أبو عاصم  قال : حدثنا عيسى  وحدثني الحارث  قال : حدثنا الحسن  قال : حدثنا ورقاء  جميعا عن ابن أبي نجيح  ، عن مجاهد   : ( واستفتحوا   ) ، قال : الرسل كلها . يقول : استنصروا ( عنيد ) ، قال معاند للحق مجانبه . 
20613 - حدثنا الحسن بن محمد  قال : حدثنا شبابة  قال : حدثنا ورقاء  ، عن ابن أبي نجيح  ، عن مجاهد  ، مثله . 
20614 - حدثني المثنى  قال : حدثنا أبو حذيفة  قال : حدثنا شبل  ، عن ابن أبي نجيح  ، عن مجاهد  ، ح وحدثني الحارث  قال : حدثنا إسحاق  قال : حدثنا عبد الله  ، عن ابن أبي نجيح  ، عن مجاهد  ، في قوله : ( واستفتحوا   ) ، قال : الرسل كلها استنصروا ( وخاب كل جبار عنيد   ) ، قال : معاند للحق مجانبه . 
 [ ص: 544 ]  20615 - حدثنا القاسم  قال : حدثنا الحسين  قال : حدثني حجاج  ، عن  ابن جريج  ، عن مجاهد  ، مثله وقال  ابن جريج   : استفتحوا على قومهم . 
20616 - حدثني محمد بن عمرو  قال : حدثنا أبو عاصم  قال : حدثنا عيسى   . . . 
20617 - حدثني محمد بن سعد  قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس   : ( واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد   ) ، قال : كانت الرسل والمؤمنون يستضعفهم قومهم ، ويقهرونهم ويكذبونهم ، ويدعونهم إلى أن يعودوا في ملتهم ، فأبى الله عز وجل لرسله وللمؤمنين أن يعودوا في ملة الكفر ، وأمرهم أن يتوكلوا على الله ، وأمرهم أن يستفتحوا على الجبابرة ، ووعدهم أن يسكنهم الأرض من بعدهم ، فأنجز الله لهم ما وعدهم ، واستفتحوا كما أمرهم أن يستفتحوا ، ( وخاب كل جبار عنيد   ) . 
20618 - حدثني المثنى  قال : حدثنا الحجاج بن المنهال  قال : حدثنا أبو عوانة  ، عن المغيرة  ، عن إبراهيم  ، في قوله : ( وخاب كل جبار عنيد   ) ، قال : هو الناكب عن الحق . 
20619 - حدثني المثنى  قال : حدثنا إسحاق  قال : حدثنا مطرف  ، عن بشر  ، عن هشيم  ، عن مغيرة  ، عن سماك  ، عن إبراهيم   : ( وخاب كل جبار عنيد   ) ، قال : الناكب عن الحق . 
 [ ص: 545 ]  20620 - حدثنا بشر  قال : حدثنا يزيد  قال : حدثنا سعيد  ، عن قتادة  ، قوله : ( واستفتحوا   ) ، يقول : استنصرت الرسل على قومها . قوله : ( وخاب كل جبار عنيد   ) ، و "الجبار العنيد" الذي أبى أن يقول : لا إله إلا الله . 
20621 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى  قال : حدثنا محمد بن ثور  ، عن معمر  ، عن قتادة   : ( واستفتحوا   ) ، قال : استنصرت الرسل على قومها ( وخاب كل جبار عنيد   ) ، يقول : عنيد عن الحق ، معرض عنه . 
20622 - حدثنا الحسن بن يحيى  قال : أخبرنا عبد الرزاق  قال : أخبرنا معمر  ، عن قتادة  ، مثله - وزاد فيه : معرض ، أبى أن يقول : لا إله إلا الله . 
20623 - حدثني يونس  قال : أخبرنا ابن وهب  قال : قال ابن زيد  ، في قوله : ( وخاب كل جبار عنيد   ) ، قال : "العنيد عن الحق" الذي يعند عن الطريق ، قال : والعرب تقول : شر الأهل : العنيد الذي يخرج عن الطريق . 
20624 - حدثني يونس  قال : أخبرنا ابن وهب  قال : قال ابن زيد  ، في قوله : ( واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد   ) ، قال : "الجبار" المتجبر . 
وكان ابن زيد  يقول في معنى قوله : ( واستفتحوا   ) ، خلاف قول هؤلاء ، ويقول : إنما استفتحت الأمم ، فأجيبت . 
20625 - حدثني يونس  قال : أخبرنا ابن وهب  قال : قال ابن زيد  ، في قوله : ( واستفتحوا   ) ، قال : استفتاحهم بالبلاء ، قالوا : اللهم إن كان هذا الذي  [ ص: 546 ] أتى به محمد  هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء ، كما أمطرتها على قوم لوط  ، أو ائتنا بعذاب أليم . قال : كان استفتاحهم بالبلاء كما استفتح قوم هود   : ( فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين   ) [ سورة الأعراف : 70 ] قال : فالاستفتاح العذاب ، قال : قيل لهم : إن لهذا أجلا! حين سألوا الله أن ينزل عليهم ، فقال : بل نؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار . فقالوا : لا نريد أن نؤخر إلى يوم القيامة : ( ربنا عجل لنا قطنا   ) عذابنا ( قبل يوم الحساب   ) [ سورة ص : 16 ] . وقرأ : ( ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب   ) حتى بلغ : ( ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون   ) [ سورة العنكبوت : 53 - 55 ] . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					