القول في تأويل قوله تعالى : ( وأتيناك بالحق وإنا لصادقون    ( 64 ) فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون   ( 65 ) ) 
يقول تعالى ذكره : قالت الرسل للوط   : وجئناك بالحق اليقين من عند الله ، وذلك الحق هو العذاب الذي عذب الله به قوم لوط   . وقد ذكرت خبرهم وقصصهم في سورة هود وغيرها حين بعث الله رسله ليعذبهم به . وقولهم : ( وإنا لصادقون   ) يقولون : إنا لصادقون فيما أخبرناك به يا لوط  من أن الله مهلك قومك ( فأسر بأهلك بقطع من الليل   ) يقول تعالى ذكره مخبرا عن رسله أنهم قالوا للوط  ، فأسر بأهلك ببقية من الليل ، واتبع يا لوط  أدبار أهلك الذين تسري بهم وكن من ورائهم ، وسر خلفهم وهم أمامك ، ولا يلتفت منكم وراءه أحد ، وامضوا حيث يأمركم الله . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني محمد بن عمرو ،  قال : ثنا أبو عاصم ،  قال : ثنا عيسى  ، وحدثني الحارث ،  قال : ثنا الحسن ،  عن ورقاء  جميعا ، عن  [ ص: 116 ] ابن أبي نجيح ،  عن مجاهد   ( ولا يلتفت منكم أحد   ) لا يلتفت وراءه أحد ، ولا يعرج  . 
حدثنا الحسن بن محمد ،  قال : ثنا شبابة ،  قال : ثنا ورقاء ،  عن ابن أبي نجيح ،  عن مجاهد ،  قوله ( ولا يلتفت منكم أحد   ) : لا ينظر وراءه أحد  . 
حدثني المثنى ،  قال : ثنا أبو حذيفة ،  قال : ثنا شبل   ; وحدثني المثنى ،  قال : ثنا إسحاق ،  قال : ثنا عبد الله ،  عن ورقاء  جميعا ، عن ابن أبي نجيح ،  عن مجاهد ،  مثله . 
حدثنا القاسم ،  قال . ثنا الحسين ،  قال : ثني حجاج ،  عن  ابن جريج ،  عن مجاهد ،  مثله . 
حدثنا محمد بن عبد الأعلى ،  قال : ثنا محمد بن ثور ،  عن معمر ،  عن قتادة   ( واتبع أدبارهم   ) قال : أمر أن يكون خلف أهله ، يتبع أدبارهم في آخرهم إذا مشوا  . 
حدثني يونس ،  قال : أخبرنا ابن وهب ،  قال : قال ابن زيد ،  في قوله ( فأسر بأهلك بقطع من الليل   ) قال : بعض الليل ( واتبع أدبارهم   ) : أدبار أهله  . 
				
						
						
