القول في تأويل قوله تعالى : ( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون    ( 5 ) ) 
يقول تعالى ذكره : ومن حججه عليكم أيها الناس ما خلق لكم من الأنعام ، فسخرها لكم ، وجعل لكم من أصوافها وأوبارها وأشعارها ملابس تدفئون بها ، ومنافع من ألبانها ، وظهورها تركبونها ( ومنها تأكلون   ) يقول : ومن الأنعام ما تأكلون لحمه كالإبل والبقر والغنم ، وسائر ما يؤكل لحمه ، وحذفت  [ ص: 168 ] ما من الكلام لدلالة من عليها . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني المثنى ،  وعلي بن داود ،  قال : المثنى  أخبرنا ، وقال ابن داود   : ثنا عبد الله بن صالح ،  قاله : ثني معاوية ،  عن علي ،  عن ابن عباس ،  قوله ( والأنعام خلقها لكم فيها دفء   ) يقول : الثياب  . 
حدثني محمد بن سعد ،  قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ،  قوله : ( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون   ) يعني بالدفء : الثياب ، والمنافع : ما ينفعون به من الأبعمة والأشربة  . 
حدثنا محمد بن عمرو ،  قال : ثنا أبو عاصم ،  قال : ثنا عيسى  وحدثني الحارث ،  قال : ثنا الحسن ،  قال : ثنا ورقاء  وحدثني المثنى ،  قال : أخبرنا إسحاق ،  قال : ثنا عبد الله ،  عن ورقاء  جميعا ، عن ابن أبي نجيح ،  عن مجاهد ،  في قول الله تعالى ( لكم فيها دفء   ) قال : لباس ينسج ، ومنها مركب ولبن ولحم  . 
حدثني المثنى ،  قال : ثنا أبو حذيفة ،  قال : ثنا شبل ،  عن ابن أبي نجيح ،  عن مجاهد   ( لكم فيها دفء   ) لباس ينسج ومنافع ، مركب ولحم ولبن  . 
حدثنا القاسم ،  قاله : ثنا الحسين ،  قال : ثني حجاج ،  عن  ابن جريج ،  عن مجاهد ،  مثله . 
حدثنا الحسن بن يحيى ،  قال : أخبرنا عبد الرزاق ،  قال : أخبرنا إسرائيل ،  عن سماك ،  عن عكرمة ،  عن ابن عباس ،  قوله ( لكم فيها دفء ومنافع   ) قال : نسل كل دابة  . 
حدثنا أحمد ،  قال : ثنا أبو أحمد ،  قال : ثنا إسرائيل  بإسناده ، عن ابن عباس ،  مثله . 
حدثنا بشر ،  قال : ثنا يزيد ،  قال : ثنا سعيد ،  عن قتادة ،  قوله ( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع   ) يقول : لكم فيها لباس ومنفعة وبلغة  . 
حدثنا ابن حميد ،  قال : ثنا جرير ،  عن منصور ،  قال : قال ابن عباس   ( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون   ) قال : هو منافع ومآكل  . 
 [ ص: 169 ] حدثني يونس ،  قال : أخبرنا ابن وهب ،  قال : قال ابن زيد ،  في قوله ( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع   ) قال : دفء اللحف التي جعلها الله منها  . 
حدثنا ابن وكيع ،  قال : ثنا  محمد بن بكر ،  عن  ابن جريج ،  قال : بلغني ، عن مجاهد   ( والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع   ) قال : نتاجها وركوبها وألبانها ولحومها  . 
				
						
						
