القول في تأويل قوله تعالى : ( وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون    ( 101 ) ) 
 [ ص: 297 ] يقول تعالى ذكره : وإذا نسخنا حكم آية ، فأبدلنا مكانه حكم أخرى ، والله أعلم بما ينزل : يقول : والله أعلم بالذي هو أصلح لخلقه فيما يبدل ويغير من أحكامه ، قالوا : إنما أنت مفتر يقول : قال المشركون بالله ، المكذبو رسوله لرسوله : إنما أنت يا محمد  مفتر : أي مكذب تخرص بتقول الباطل على الله ، يقول الله تعالى بل أكثر هؤلاء القائلين لك يا محمد   : إنما أنت مفتر جهال ، بأن الذي تأتيهم به من عند الله ناسخه ومنسوخه ، لا يعلمون حقيقة صحته . 
وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله ( وإذا بدلنا آية مكان آية   ) قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني محمد بن عمرو ،  قال : ثنا أبو عاصم ،  قال : ثنا عيسى  وحدثني الحارث ،  قال : ثنا الحسن ،  قال : ثنا ورقاء  وحدثني المثنى ،  قال : ثنا أبو حذيفة ،  قال : ثنا شبل  وحدثني المثنى ،  قال : أخبرنا إسحاق ،  قال : ثنا عبد الله ،  عن ورقاء  جميعا ، عن ابن أبي نجيح ،  عن مجاهد ،  في قوله ( وإذا بدلنا آية مكان آية   ) رفعناها فأنزلنا غيرها  . 
حدثنا القاسم ،  قال : ثنا الحسين ،  قال : ثني حجاج ،  عن  ابن جريج ،  عن مجاهد   ( وإذا بدلنا آية مكان آية   ) قال : نسخناها ، بدلناها ، رفعناها ، وأثبتنا غيرها  . 
حدثنا بشر ،  قال : ثنا يزيد ،  قال : ثنا سعيد ،  عن قتادة ،  قوله ( وإذا بدلنا آية مكان آية   ) هو كقوله ( ما ننسخ من آية أو ننسها   )  . 
حدثني يونس ،  قال : أخبرنا ابن وهب ،  قال : قال ابن زيد ،  في قوله ( وإذا بدلنا آية مكان آية   ) قالوا : إنما أنت مفتر ، تأتي بشيء وتنقضه ، فتأتي بغيره . قال : وهذا التبديل ناسخ ، ولا نبدل آية مكان آية إلا بنسخ  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					