يقول تعالى ذكره : إن الذين صدقوا بالله ورسوله ، وأقروا بتوحيد الله وما أنزل من كتبه وعملوا بطاعته ، كانت لهم بساتين الفردوس ، والفردوس : معظم الجنة ، كما قال أمية :
كانت منازلهم إذ ذاك ظاهرة فيها الفراديس والفومان والبصل
واختلف أهل التأويل في معنى الفردوس ; فقال بعضهم : عنى به أفضل الجنة وأوسطها .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا محمد بن المثنى ، قال : ثنا عباس بن الوليد ، قال : ثنا يزيد بن زريع ، عن سعيد ، عن قتادة ، قال : الفردوس : ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها .
حدثنا أحمد بن أبي سريج الرازي ، قال : ثنا الهيثم أبو بشر ، قال : أخبرنا الفرج بن فضالة ، عن لقمان ، عن عامر ، قال : سئل أبو أسامة عن الفردوس ، فقال : هي سرة الجنة . [ ص: 131 ]
حدثنا أحمد بن أبي سريج ، قال : ثنا حماد بن عمرو النصيبي ، عن أبي علي ، عن كعب ، قال : ليس في الجنان جنة أعلى من جنة الفردوس ، وفيها الآمرون بالمعروف ، والناهون عن المنكر .
وقال آخرون : هو البستان بالرومية .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي بن سهل الرملي ، قال : ثنا حجاج عن ابن جريج ، عن عبد الله بن كثير ، عن مجاهد ، قال : الفردوس : بستان بالرومية .
حدثنا العباس بن محمد ، قال : ثنا حجاج ، قال : ابن جريج : أخبرني عبد الله عن مجاهد ، مثله .
وقال آخرون : هو البستان الذي فيه الأعناب .
حدثنا عباس بن محمد ، قال : ثنا محمد بن عبيد ، عن الأعمش ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحارث ، عن كعب ، قال : جنات الفردوس التي فيها الأعناب .
والصواب من القول في ذلك ، ما تظاهرت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وذلك ما حدثنا به أحمد بن أبي سريج ، قال : ثنا يزيد بن هارون ، قال : أخبرنا همام بن يحيى ، قال : ثنا زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن عبادة بن الصامت ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الجنة مائة درجة ، ما بين كل درجتين مسيرة عام والفردوس أعلاها درجة ، ومنها الأنهار الأربعة ، والفردوس من فوقها ، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس " .
حدثنا موسى بن سهل ، قال : ثنا موسى بن داود ، قال : ثنا همام بن يحيى ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن عبادة بن الصامت ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض ، أعلاها الفردوس ، ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة ، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس " . [ ص: 132 ]
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : ثني أبو يحيى بن سليمان ، عن هلال بن أسامة ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة ، أو أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس ، فإنها أوسط الجنة وأعلى الجنة ، وفوقها عرش الرحمن تبارك وتعالى ، ومنه تفجر أنهار الجنة " .
حدثنا محمد بن المثنى ، قال : ثنا أبو عامر ، قال : ثنا فليح ، عن هلال ، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله ، إلا أنه قال : " وسط الجنة" وقال أيضا : " ومنه تفجر أو تتفجر " .
حدثني عمار بن بكار الكلاعي ، قال : ثنا يحيى بن صالح ، قال : ثنا عبد العزيز بن محمد ، قال : ثنا زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن معاذ بن جبل ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن في الجنة مائة درجة ، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض ، والفردوس أعلى الجنة وأوسطها ، وفوقها عرش الرحمن ، ومنها تفجر أنهار الجنة ، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس " .
حدثنا أحمد بن منصور ، قال : ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ، قال : ثنا الحارث بن عمير ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جنات الفردوس أربعة ، اثنتان من ذهب حليتهما وآنيتهما ، وما فيهما من شيء ، واثنتان من فضة حليتهما وآنيتهما ، وما فيهما من شيء " .
حدثنا أحمد بن أبي سريج ، قال : ثنا أبو نعيم ، قال : ثنا أبو قدامة ، عن أبي عمران الجوني ، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جنات الفردوس أربع : ثنتان من ذهب حليتهما وما فيهما ، وثنتان من فضة حليتهما وآنيتهما وما فيهما " .
حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يعقوب ، عن حفص ، عن شمر ، قال : خلق الله جنة الفردوس بيده ، فهو يفتحها في كل يوم خميس ، فيقول : ازدادي طيبا لأوليائي ، ازدادي حسنا لأوليائي . [ ص: 133 ]
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، بنحوه .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : سمعت مخلد بن الحسين يقول : وسئل عنها ، قال : سمعت بعض أصحاب أنس يقول : قال : يقول : أولهم دخولا إنما أدخلني الله أولهم ، لأنه ليس أحد أفضل مني ، ويقول آخرهم دخولا إنما أخرني الله ، لأنه ليس أحد أعطاه الله مثل الذي أعطاني" .
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					