يقول تعالى ذكره : واضمم يا موسى يدك ، فضعها تحت عضدك; [ ص: 297 ] والجناحان هما اليدان ، كذلك روي الخبر عن أبي هريرة وأما أهل العربية ، فإنهم يقولون : هما الجنبان ، وكان بعضهم يستشهد لقوله ذلك بقول الراجز : وكعب الأحبار ،
أضمه للصدر والجناح
وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك ، قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله ( إلى جناحك ) قال : كفه تحت عضده .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن عن ابن جريج ، مجاهد ، مثله .
وقوله ( تخرج بيضاء من غير سوء ) ذكر أن موسى عليه السلام كان رجلا آدم ، فأدخل يده في جيبه ، ثم أخرجها بيضاء من غير سوء ، من غير برص ، مثل الثلج ، ثم ردها ، فخرجت كما كانت على لونه .
حدثنا بذلك ابن حميد ، قال : ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن . وهب بن منبه
حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري ، قال : ثنا شريك ، عن عن يزيد بن أبي زياد ، مقسم ، عن ابن عباس ، في قوله ( تخرج بيضاء من غير سوء ) قال : من غير برص .
حدثنا محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( من غير سوء ) قال : من غير برص .
حدثنا الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله ( بيضاء من غير سوء ) قال : من غير برص . [ ص: 298 ]
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن عن ابن جريج ، مجاهد ، مثله .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( من غير سوء ) قال : من غير برص .
حدثنا موسى ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أسباط ، عن ( السدي تخرج بيضاء من غير سوء ) قال : من غير برص .
حدثت عن الحسين بن الفرج ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله ( من غير سوء ) قال : من غير برص .
حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا حماد بن مسعدة ، قال : ثنا قرة ، عن الحسن في قول الله ( بيضاء من غير سوء ) قال : أخرجها الله من غير سوء ، من غير برص ، فعلم موسى أنه لقي ربه .
وقوله ( آية أخرى ) يقول : وهذه علامة ودلالة أخرى غير الآية التي أريناك قبلها من تحويل العصا حية تسعى على حقيقة ما بعثناك به من الرسالة لمن بعثناك إليه ، ونصب آية على اتصالها بالفعل ، إذ لم يظهر لها ما يرفعها من هذه أو هي ، وقوله ( لنريك من آياتنا الكبرى ) يقول تعالى ذكره : واضمم يدك يا موسى إلى جناحك ، تخرج بيضاء من غير سوء ، كي نريك من أدلتنا الكبرى على عظيم سلطاننا وقدرتنا . وقال : الكبرى ، فوحد ، وقد قال ( من آياتنا ) كما قال ( له الأسماء الحسنى ) وقد بينا ذلك هنالك . وكان بعض أهل البصرة يقول : إنما قيل الكبرى ، لأنه أريد بها التقديم ، كأن معناها عنده : لنريك الكبرى من آياتنا .