القول في تأويل قوله تعالى : ( ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين    ( 51 ) إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون   ( 52 ) )  [ ص: 455 ] يقول تعالى ذكره ( ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل   ) موسى  وهارون ،  ووفقناه للحق ، وأنقذناه من بين قومه وأهل بيته من عبادة الأوثان ، كما فعلنا ذلك بمحمد  صلى الله عليه وسلم ، وعلى إبراهيم ،  فأنقذناه من قومه وعشيرته من عبادة الأوثان ، وهديناه إلى سبيل الرشاد توفيقا منا له . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني محمد بن عمرو  قال : ثنا أبو عاصم  قال : ثنا عيسى   " ح " وحدثني الحارث  قال : ثنا الحسن  قال : ثنا ورقاء  جميعا ، عن ابن أبي نجيح  عن مجاهد  قوله : ( ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل   ) قال : هديناه صغيرا  . 
حدثنا القاسم  قال : ثنا الحسين  قال : ثني حجاج  عن  ابن جريج  عن مجاهد   ( ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل   ) قال : هداه صغيرا  . 
حدثنا ابن بشار  قال : ثنا عبد الرحمن  قال : ثنا سفيان  عن ابن أبي نجيح  عن مجاهد   ( آتينا إبراهيم رشده من قبل   ) قال : هداه صغيرا  . 
حدثنا بشر  قال : ثنا يزيد  قال : ثنا سعيد  عن قتادة  قوله ( ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل   ) يقول : آتينا هداه  . 
وقوله ( وكنا به عالمين   ) يقول : وكنا عالمين به أنه ذو يقين وإيمان بالله وتوحيد له ، لا يشرك به شيئا ( إذ قال لأبيه وقومه   ) يعني في وقت قيله وحين قيله لهم ( ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون   ) يقول : قال لهم : أي شيء هذه الصور التي أنتم عليها مقيمون ، وكانت تلك التماثيل أصنامهم التي كانوا يعبدونها . 
كما حدثني محمد بن عمرو  قال : ثنا أبو عاصم  قال : ثنا عيسى  وحدثني الحارث  قال : ثنا الحسن  قال : ثنا ورقاء  جميعا ، عن ابن أبي نجيح  عن مجاهد  قوله ( ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون   ) قال : الأصنام  . 
حدثنا القاسم  قال : ثنا الحسين  قال : ثني حجاج  عن  ابن جريج  عن مجاهد  مثله . وقد بينا فيما مضى من كتابنا هذا أن العاكف على الشيء المقيم عليه بشواهد ذلك ، وذكرنا الرواية عن أهل التأويل . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					