القول في تأويل قوله تعالى : ( ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير    ( 6 ) وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور   ( 7 ) ) 
يعني تعالى ذكره بقوله : ذلك هذا الذي ذكرت لكم أيها الناس من بدئنا خلقكم في بطون أمهاتكم ، ووصفنا أحوالكم قبل الميلاد وبعده ، طفلا وكهلا وشيخا هرما وتنبيهناكم على فعلنا بالأرض الهامدة بما ننزل عليها من الغيث ، لتؤمنوا وتصدقوا بأن ذلك الذي فعل ذلك الله الذي هو الحق لا شك فيه ، وأن من سواه مما تعبدون من الأوثان والأصنام باطل لأنها لا تقدر على فعل شيء من ذلك ، وتعلموا أن القدرة التي جعل بها هذه الأشياء العجيبة لا يتعذر عليها أن يحيي بها الموتى بعد فنائها ودروسها في التراب ، وأن فاعل ذلك على كل ما أراد وشاء من شيء قادر لا يمتنع عليه شيء أراده ، ولتوقنوا بذلك أن الساعة التي وعدتكم أن أبعث فيها الموتى من قبورهم جاثية لا محالة ( لا ريب فيها   ) يقول : لا شك في مجيئها وحدوثها ، ( وأن الله يبعث من في القبور   ) حينئذ من فيها من الأموات أحياء إلى موقف الحساب ، فلا تشكوا في ذلك ، ولا تمتروا فيه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					