القول في تأويل قوله تعالى : ( ثم إنكم بعد ذلك لميتون    ( 15 ) ثم إنكم يوم القيامة تبعثون   ( 16 ) ) 
يقول تعالى ذكره : ثم إنكم أيها الناس من بعد إنشائكم خلقا آخر وتصييرناكم إنسانا سويا ميتون وعائدون ترابا كما كنتم ، ثم إنكم بعد موتكم وعودكم رفاتا باليا ، مبعوثون من التراب خلقا جديدا ، كما بدأناكم أول مرة . وإنما قيل : ( ثم إنكم بعد ذلك لميتون   ) ; لأنه خبر عن حال لهم يحدث لم يكن . وكذلك تقول العرب  لمن لم يمت : هو مائت وميت عن قليل ، ولا يقولون لمن قد مات مائت ، وكذلك هو طمع فيما عندك إذا وصف  [ ص: 20 ] بالطمع ، فإذا أخبر عنه أنه سيفعل ولم يفعل قيل : هو طامع فيما عندك غدا ، وكذلك ذلك في كل ما كان نظيرا لما ذكرناه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					