[ ص: 484 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير    ( 106 ) ) 
قال أبو جعفر   : يعني جل ثناؤه بقوله : ( ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير   ) ، ألم تعلم يا محمد  أني قادر على تعويضك مما نسخت من أحكامي ، وغيرته من فرائضي التي كنت افترضتها عليك ، ما أشاء مما هو خير لك ولعبادي المؤمنين معك ، وأنفع لك ولهم ، إما عاجلا في الدنيا ، وإما آجلا في الآخرة - أو بأن أبدل لك ولهم مكانه مثله في النفع لهم عاجلا في الدنيا وآجلا في الآخرة وشبيهه في الخفة عليك وعليهم؟ فاعلم يا محمد  أني على ذلك وعلى كل شيء قدير . 
ومعنى قوله : ( قدير ) في هذا الموضع : قوي . يقال منه : "قد قدرت على كذا وكذا" ، إذا قويت عليه ، "أقدر عليه وأقدر عليه قدرة وقدرانا ومقدرة" ، وبنو مرة من غطفان تقول : "قدرت عليه" بكسر الدال . 
فأما من "التقدير" من قول القائل : "قدرت الشيء" ، فإنه يقال منه "قدرته أقدره قدرا وقدرا" . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					