القول في تأويل قوله تعالى : ( فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين    ( 42 ) ) 
يقول تعالى ذكره : لما جاءت صاحبة سبأ  سليمان  ، أخرج لها عرشها ، فقال لها : ( أهكذا عرشك   ) ؟ قالت وشبهته به : ( كأنه هو   ) . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .  [ ص: 471 ] 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا ابن حميد  ، قال : ثنا سلمة  ، عن ابن إسحاق  ، عن بعض أهل العلم ، عن  وهب بن منبه  ، قال : لما انتهت إلى سليمان  وكلمته أخرج لها عرشها ، ثم قال : ( أهكذا عرشك قالت كأنه هو   ) . 
حدثنا القاسم  ، قال : ثنا الحسين  ، قال : ثنا أبو سفيان  ، عن معمر  ، عن قتادة   : ( فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو   ) قال : شبهته ، وكانت قد تركته خلفها . 
حدثني يونس  ، قال : أخبرنا ابن وهب  ، قال : قال ابن زيد   : كان أبي يحدثنا هذا الحديث كله ، يعني حديث سليمان  ، وهذه المرأة ( فلما جاءت قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو   ) شكت . 
وقوله : ( وأوتينا العلم من قبلها   ) يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل سليمان  ، وقال سليمان   : ( وأوتينا العلم من قبلها   ) أي : هذه المرأة ، بالله وبقدرته على ما يشاء ، ( وكنا مسلمين   ) لله من قبلها . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني محمد بن عمرو  ، قال : ثنا أبو عاصم  ، قال : ثنا عيسى ،  وحدثني الحارث  ، قال : ثنا الحسن  ، قال : ثنا ورقاء  جميعا ، عن ابن أبي نجيح  ، عن مجاهد  قوله : ( وأوتينا العلم من قبلها   ) قال : سليمان  يقوله . 
حدثنا القاسم  ، قال : ثنا الحسين  ، قال : ثني حجاج  ، عن  ابن جريج  ، عن مجاهد  ، مثله . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					