بسم الله الرحمن الرحيم  [ ص: 7 ] القول في تأويل قوله تعالى ( وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات   )  
قال أبو جعفر   : يعني جل ثناؤه بقوله : ( وإذ ابتلى ) ، وإذ اختبر . 
يقال منه : "ابتليت فلانا أبتليه ابتلاء" ، ومنه قول الله عز وجل : ( وابتلوا اليتامى   ) [ سورة النساء : 6 ] ، يعني به : اختبروهم . 
وكان اختبار الله تعالى ذكره إبراهيم ،  اختبارا بفرائض فرضها عليه ، وأمر أمره به . وذلك هو "الكلمات" التي أوحاهن إليه ، وكلفه العمل بهن ، امتحانا منه له واختبارا . 
ثم اختلف أهل التأويل في صفة "الكلمات" التي ابتلى الله بها إبراهيم  نبيه وخليله  صلوات الله عليه . 
فقال بعضهم : هي شرائع الإسلام ، وهي ثلاثون سهما . 
ذكر من قال ذلك : 
1907 - حدثنا  محمد بن المثنى  قال : حدثنا عبد الأعلى  قال : حدثنا داود  ، عن عكرمة  ، عن ابن عباس  في قوله : " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات   " قال ،  [ ص: 8 ] قال ابن عباس   : لم يبتل أحد بهذا الدين فأقامه إلا إبراهيم  ، ابتلاه الله بكلمات ، فأتمهن . قال : فكتب الله له البراءة فقال : ( وإبراهيم الذي وفى   ) [ سورة النجم : 37 ] . قال : عشر منها في"الأحزاب" ، وعشر منها في "براءة" ، وعشر منها في "المؤمنون" و "سأل سائل" ، وقال : إن هذا الإسلام ثلاثون سهما . 
1908 - حدثنا إسحاق بن شاهين  قال : حدثنا خالد الطحان  ، عن داود  ، عن عكرمة  ، عن ابن عباس  قال : ما ابتلي أحد بهذا الدين فقام به كله غير إبراهيم ،  ابتلي بالإسلام فأتمه ، فكتب الله له البراءة فقال : "وإبراهيم الذي وفى" ، فذكر عشرا في "براءة" [ 112 ] فقال : ( التائبون العابدون الحامدون   ) إلى آخر الآية ، وعشرا في "الأحزاب" [ 35 ] ، ( إن المسلمين والمسلمات   ) ، وعشرا في "سورة المؤمنون" [ 1 - 9 ] إلى قوله : ( والذين هم على صلواتهم يحافظون   ) ، وعشرا في "سأل سائل" [ 22 - 34 ] ( والذين هم على صلاتهم يحافظون   )  . 
1909 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن شبويه  قال : حدثنا علي بن الحسن  قال : حدثنا خارجة بن مصعب  ، عن  داود بن أبي هند  ، عن عكرمة  ، عن ابن عباس  قال : الإسلام ثلاثون سهما ، وما ابتلي بهذا الدين أحد فأقامه إلا إبراهيم  ، قال الله : ( وإبراهيم الذي وفى   ) ، فكتب الله له براءة من النار  . 
 [ ص: 9 ] وقال آخرون : هي خصال عشر من سنن الإسلام . 
ذكر من قال ذلك : 
1910 - حدثنا الحسن بن يحيى  قال : أخبرنا عبد الرزاق  قال : أخبرنا معمر ،  عن ابن طاوس  ، عن أبيه ، عن ابن عباس   : "وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات" قال : ابتلاه الله بالطهارة : خمس في الرأس ، وخمس في الجسد . في الرأس : قص الشارب ، والمضمضة ، والاستنشاق ، والسواك ، وفرق الرأس . وفي الجسد : تقليم الأظفار ، وحلق العانة ، والختان ، ونتف الإبط ، وغسل أثر الغائط والبول بالماء  . 
1911 - حدثني المثنى  قال : حدثنا إسحاق  قال : حدثنا عبد الرزاق  ، عن معمر  ، عن الحكم بن أبان  ، عن القاسم بن أبي بزة  ، عن ابن عباس ،  بمثله - ولم يذكر أثر البول . 
1912 - حدثنا  محمد بن بشار  قال : حدثنا سليمان  قال : حدثنا أبو هلال  قال : حدثنا قتادة  في قوله : "وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات" قال : ابتلاه بالختان ، وحلق العانة ، وغسل القبل والدبر ، والسواك ، وقص الشارب ، وتقليم الأظافر ، ونتف الإبط . قال أبو هلال   : ونسيت خصلة  . 
1913 - حدثت عن عمار  ، قال : حدثنا ابن أبي جعفر  ، عن أبيه ، عن مطر  ، عن أبي الخلد  قال : ابتلي إبراهيم  بعشرة أشياء ، هن في الإنسان سنة :  [ ص: 10 ] الاستنشاق ، وقص الشارب ، والسواك ، ونتف الإبط ، وقلم الأظفار ، وغسل البراجم ، والختان ، وحلق العانة ، وغسل الدبر والفرج  . 
وقال بعضهم : بل "الكلمات" التي ابتلي بهن عشر خلال ؛ بعضهن في تطهير الجسد ، وبعضهن في مناسك الحج . 
ذكر من قال ذلك : 
1914 - حدثني المثنى  قال : حدثنا إسحاق  قال : حدثنا محمد بن حرب  قال : حدثنا ابن لهيعة  ، عن ابن هبيرة  ، عن حنش  ، عن ابن عباس  في قوله : " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن   " قال : ستة في الإنسان ، وأربعة في المشاعر . فالتي في الإنسان : حلق العانة ، والختان ، ونتف الإبط ، وتقليم الأظفار ، وقص الشارب ، والغسل يوم الجمعة . وأربعة في المشاعر : الطواف ، والسعي بين الصفا والمروة ، ورمي الجمار ، والإفاضة  . 
وقال آخرون : بل ذلك : "إني جاعلك للناس إماما" ، في مناسك الحج . 
ذكر من قال ذلك : 
1915 - حدثنا أبو كريب  قال : حدثنا ابن إدريس  قال : سمعت إسماعيل بن أبي خالد  ، عن أبي صالح  في قوله : "وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن" ، فمنهن : "إني جاعلك للناس إماما" ، وآيات النسك  . 
1916 - حدثنا أبو السائب  قال : حدثنا ابن إدريس  قال : سمعت إسماعيل  [ ص: 11 ] بن أبي خالد  ، عن  أبي صالح مولى أم هانئ  في قوله : "وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات" قال : منهن "إني جاعلك للناس إماما" ومنهن آيات النسك : ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت   )  [ سورة البقرة : 127 ] . 
1917 - حدثنا محمد بن عمرو  قال : حدثنا أبو عاصم  قال : حدثنا عيسى  ، عن ابن أبي نجيح  ، عن مجاهد  في قوله : "وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن" قال الله لإبراهيم   : إني مبتليك بأمر فما هو ؟ قال : تجعلني للناس إماما! قال : نعم . قال : ومن ذريتي . قال : لا ينال عهدي الظالمين . قال : تجعل البيت مثابة للناس . قال : نعم . [ قال ] : وأمنا . قال : نعم . [ قال ] : وتجعلنا مسلمين لك ، ومن ذريتنا أمة مسلمة لك . قال : نعم . [ قال ] : وترينا مناسكنا وتتوب علينا . قال : نعم . قال : وتجعل هذا البلد آمنا . قال : نعم . قال : وترزق أهله من الثمرات من آمن منهم . قال : نعم  . 
1918 - حدثني المثنى  قال : حدثنا أبو حذيفة  قال : حدثنا شبل  ، عن ابن أبي نجيح  ، عن مجاهد ،  مثله . 
1919 - حدثني المثنى  قال : حدثنا أبو حذيفة  قال : حدثنا شبل  ، عن ابن أبي نجيح ،  أخبره به عن عكرمة ،  فعرضته على مجاهد  فلم ينكره . 
1920 - حدثنا القاسم  قال : حدثنا الحسين  قال : حدثني حجاج  ، عن  ابن جريج  ، عن مجاهد  بنحوه . قال  ابن جريج   : فاجتمع على هذا القول مجاهد  وعكرمة  جميعا . 
1921 - حدثنا سفيان  قال : حدثني أبي ، عن سفيان  ، عن ابن أبي نجيح  ، عن مجاهد   : "وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن" قال : ابتلي بالآيات التي بعدها : "إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين" . 
1922 - حدثت عن عمار  قال : حدثنا ابن أبي جعفر  ، عن أبيه ، عن  [ ص: 12 ] الربيع  في قوله : "وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن" ، فالكلمات : "إني جاعلك للناس إماما" ، وقوله : "وإذ جعلنا البيت مثابة للناس" ، وقوله : "واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى" وقوله : "وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل" الآية ، وقوله : "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت" الآية . قال : فذلك كله من الكلمات التي ابتلي بهنإبراهيم   . 
1923 - حدثني محمد بن سعد  قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس  قوله : "وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن" ، فمنهن : "إني جاعلك للناس إماما" ، ومنهن : "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت" ، ومنهن الآيات في شأن النسك ، والمقام الذي جعل لإبراهيم ، والرزق الذي رزق ساكنو البيت ، ومحمد صلى الله عليه وسلم في ذريتهما عليهما السلام  . 
وقال آخرون : بل ذلك مناسك الحج خاصة . 
ذكر من قال ذلك : 
1924 - حدثنا ابن بشار  قال : حدثنا سلم بن قتيبة  قال : حدثنا عمر بن نبهان  ، عن قتادة  ، عن ابن عباس  في قوله : "وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات" قال : مناسك الحج  . 
1925 - حدثنا بشر بن معاذ  قال : حدثنا  يزيد بن زريع  قال : حدثنا سعيد  ، عن قتادة  قال : كان ابن عباس  يقول في قوله : "وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات" قال : المناسك  .  [ ص: 13 ] 
1926 - حدثنا الحسن بن يحيى  قال : أخبرنا عبد الرزاق  قال : أخبرنا معمر  ، عن قتادة  قال : قال ابن عباس   : ابتلاه بالمناسك . 
1927 - حدثت عن عمار بن الحسن  قال : حدثنا ابن أبي جعفر  ، عن أبيه ، قال : بلغنا عن ابن عباس  أنه قال : إن الكلمات التي ابتلي بها إبراهيم ،  المناسك  . 
1928 - حدثنا أحمد بن إسحاق  قال : حدثنا أبو أحمد الزبيري  قال : حدثنا شريك  ، عن أبي إسحاق  ، عن التميمي  ، عن ابن عباس :  قوله : " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات   " قال : مناسك الحج  . 
1929 - حدثني المثنى  قال : حدثنا الحماني  قال : حدثنا شريك  ، عن أبي إسحاق  ، عن التميمي  ، عن ابن عباس  في قوله : " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات   " قال : منهن مناسك الحج  . 
وقال آخرون : هي أمور ، منهن الختان . 
ذكر من قال ذلك : 
1930 - حدثنا  محمد بن بشار  قال : حدثنا سلم بن قتيبة ،  عن يونس بن أبي إسحاق  ، عن الشعبي   : "وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات" قال : منهن الختان . 
1931 - حدثنا ابن حميد  قال : حدثنا  يحيى بن واضح  قال : حدثنا يونس بن أبي إسحاق  ، قال : سمعت الشعبي  يقول ، فذكر مثله . 
1932 - حدثنا أحمد بن إسحاق  قال : حدثنا أبو أحمد  قال : حدثنا يونس بن أبي إسحاق  قال : سمعت الشعبي   - وسأله أبو إسحاق  عن قول الله : "وإذ ابتلى  [ ص: 14 ] إبراهيم ربه بكلمات" - قال : منهن الختان ، يا أبا إسحاق   . 
وقال آخرون : بل ذلك الخلال الست : الكوكب ، والقمر ، والشمس ، والنار ، والهجرة ، والختان ، التي ابتلي بهن فصبر عليهن . 
ذكر من قال ذلك : 
1933 - حدثني يعقوب بن إبراهيم  قال : حدثنا  ابن علية  ، عن أبي رجاء  ، قال : قلت للحسن   : "وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن" . قال : ابتلاه بالكوكب ، فرضي عنه ؛ وابتلاه بالقمر ، فرضي عنه ؛ وابتلاه بالشمس ، فرضي عنه ؛ وابتلاه بالنار ، فرضي عنه ؛ وابتلاه بالهجرة ، وابتلاه بالختان  . 
1934 - حدثنا بشر بن معاذ  قال : حدثنا  يزيد بن زريع  قال : حدثنا سعيد  ، عن قتادة  قال : كان الحسن  يقول : إي والله ، ابتلاه بأمر فصبر عليه : ابتلاه بالكوكب والشمس والقمر ، فأحسن في ذلك ، وعرف أن ربه دائم لا يزول ، فوجه وجهه للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما كان من المشركين ؛ ثم ابتلاه بالهجرة فخرج من بلاده وقومه حتى لحق بالشام مهاجرا إلى الله ؛ ثم ابتلاه بالنار قبل الهجرة ، فصبر على ذلك ؛ فابتلاه الله بذبح ابنه وبالختان ، فصبر على ذلك  . 
1935 - حدثنا الحسن بن يحيى  ، قال : أخبرنا عبد الرزاق  قال : أخبرنا معمر  ، عمن سمع الحسن  يقول في قوله : " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات   " قال : ابتلاه الله بذبح ولده ، وبالنار ، وبالكوكب ، والشمس ، والقمر . 
1936 - حدثنا ابن بشار  قال : حدثنا سلم بن قتيبة  قال : حدثنا أبو هلال  ، عن الحسن   : " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات  قال : ابتلاه بالكوكب ، وبالشمس والقمر ، فوجده صابرا  . 
وقال آخرون بما : 
1937 - حدثنا به موسى بن هارون  قال : حدثنا عمرو بن حماد  قال : حدثنا  [ ص: 15 ] أسباط  ، عن  السدي   : الكلمات التي ابتلى بهن إبراهيم  ربه : ( ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ربنا وابعث فيهم رسولا منهم   ) [ سورة البقرة : 127 - 129 ] 
قال أبو جعفر   : والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال : إن الله عز وجل أخبر عباده أنه اختبر إبراهيم  خليله بكلمات أوحاهن إليه ، وأمره أن يعمل بهن فأتمهن ، كما أخبر الله جل ثناؤه عنه أنه فعل . وجائز أن تكون تلك الكلمات جميع ما ذكره من ذكرنا قوله في تأويل "الكلمات" ، وجائز أن تكون بعضه . لأن إبراهيم  صلوات الله عليه قد كان امتحن فيما بلغنا بكل ذلك ، فعمل به ، وقام فيه بطاعة الله وأمره الواجب عليه فيه . وإذ كان ذلك كذلك ، فغير جائز لأحد أن يقول : عنى الله بالكلمات التي ابتلي بهن إبراهيم  شيئا من ذلك بعينه دون شيء ، ولا عنى به كل ذلك ، إلا بحجة يجب التسليم لها : من خبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو إجماع من الحجة . ولم يصح في شيء من ذلك خبر عن الرسول بنقل الواحد ، ولا بنقل الجماعة التي يجب التسليم لما نقلته . غير أنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في نظير معنى ذلك خبران ، لو ثبتا ، أو أحدهما ، كان القول به في تأويل ذلك هو الصواب . أحدهما ، ما : - 
1938 - حدثنا به أبو كريب  قال : حدثنا  رشدين بن سعد  قال : حدثني زبان بن فائد  ، عن سهل بن معاذ بن أنس  ، عن أبيه ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ألا أخبركم لم سمى الله إبراهيم خليله : ( الذي وفى ) ؟ [ سورة النجم : 37 ] لأنه كان يقول كلما أصبح وكلما أمسى : ( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون   )  [ سورة الروم : 17 ] حتى يختم الآية .  [ ص: 16 ] 
والآخر منهما ما : - 
1939 - حدثنا به أبو كريب  قال : حدثنا الحسن بن عطية  قال : حدثنا إسرائيل  ، عن جعفر بن الزبير  ، عن القاسم  ، عن أبي أمامة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وإبراهيم الذي وفى" قال : أتدرون ما "وفى" ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : وفى عمل يومه ، أربع ركعات في النهار  . 
 [ ص: 17 ] قال أبو جعفر   : فلو كان خبر سهل بن معاذ  عن أبيه صحيحا سنده ، كان بينا أن الكلمات التي ابتلي بهن إبراهيم  فقام بهن ، هو قوله كلما أصبح وأمسى : " فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون   " - أو كان خبر أبي أمامة  عدولا نقلته ، كان معلوما أن الكلمات التي أوحين إلى إبراهيم  فابتلي بالعمل بهن : أن يصلي كل يوم أربع ركعات . غير أنهما خبران في أسانيدهما نظر . 
قال أبو جعفر   : والصواب من القول في معنى "الكلمات" التي أخبر الله أنه ابتلى بهن إبراهيم ،  ما بينا آنفا . 
ولو قال قائل في ذلك : إن الذي قاله مجاهد   وأبو صالح   والربيع بن أنس ،  أولى بالصواب من القول الذي قاله غيرهم ، كان مذهبا . لأن قوله : " إني جاعلك للناس إماما  ، وقوله : " وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين  وسائر الآيات التي هي نظير ذلك ، كالبيان عن الكلمات التي ذكر الله أنه ابتلى بهن إبراهيم   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					