القول في تأويل قوله جل ثناؤه : ( ومما رزقناهم ينفقون   ( 3 ) )  
اختلف المفسرون في تأويل ذلك ، فقال بعضهم بما : - 
285 - حدثنا به ابن حميد  ، قال : حدثنا سلمة  ، عن محمد بن إسحاق  ، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت  ، عن عكرمة  ، أو عن سعيد بن جبير  ، عن ابن عباس ،   " ومما رزقناهم ينفقون   " ، قال : يؤتون الزكاة احتسابا بها . 
286 - حدثني المثنى  ، قال : حدثنا عبد الله بن صالح  ، عن معاوية  ، عن علي بن أبي طلحة  ، عن ابن عباس ،   " ومما رزقناهم ينفقون   " ، قال : زكاة أموالهم . 
287 - حدثني يحيى بن أبي طالب  ، قال : حدثنا يزيد  ، قال : أخبرنا جويبر ،  عن الضحاك ،   " ومما رزقناهم ينفقون   " ، قال : كانت النفقات قربات يتقربون بها إلى الله على قدر ميسورهم وجهدهم ، حتى نزلت فرائض الصدقات : سبع آيات في سورة براءة ، مما يذكر فيهن الصدقات ، هن المثبتات الناسخات . 
وقال بعضهم بما : - 
288 - حدثني موسى بن هارون  قال : حدثنا عمرو بن حماد  ، قال : حدثنا أسباط ،  عن  السدي  في خبر ذكره ، عن أبي مالك  ، وعن أبي صالح ،  عن ابن عباس   - وعن  مرة الهمداني  ، عن ابن مسعود  ، وعن ناس من أصحاب  [ ص: 244 ] النبي صلى الله عليه وسلم ، " ومما رزقناهم ينفقون   " : هي نفقة الرجل على أهله . وهذا قبل أن تنزل الزكاة . 
وأولى التأويلات بالآية وأحقها بصفة القوم : أن يكونوا كانوا لجميع اللازم لهم في أموالهم ، مؤدين ، زكاة كان ذلك أو نفقة من لزمته نفقته ، من أهل وعيال وغيرهم ، ممن تجب عليهم نفقته بالقرابة والملك وغير ذلك . لأن الله جل ثناؤه عم وصفهم إذ وصفهم بالإنفاق مما رزقهم ، فمدحهم بذلك من صفتهم . فكان معلوما أنه إذ لم يخصص مدحهم ووصفهم بنوع من النفقات المحمود عليها صاحبها دون نوع بخبر ولا غيره - أنهم موصوفون بجميع معاني النفقات المحمود عليها صاحبها من طيب ما رزقهم ربهم من أموالهم وأملاكهم ، وذلك الحلال منه الذي لم يشبه حرام . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					