القول في تأويل قوله تعالى : ( له مقاليد السماوات والأرض والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون    ( 63 ) )  [ ص: 321 ] 
يقول - تعالى ذكره - : له مفاتيح خزائن السموات والأرض ، يفتح منها على من يشاء ، ويمسكها عمن أحب من خلقه ، واحدها : مقليد . وأما الإقليد : فواحد الأقاليد . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح  قال : ثني معاوية  ، عن علي ، عن ابن عباس  قوله : ( له مقاليد السماوات والأرض   ) مفاتيحها . 
حدثنا بشر  قال : ثنا يزيد  قال : ثنا سعيد  ، عن قتادة  قوله : ( له مقاليد السماوات والأرض   ) أي مفاتيح السموات والأرض . 
حدثنا محمد ، قال : ثنا أحمد  قال : ثنا أسباط  ، عن  السدي  قوله : ( له مقاليد السماوات والأرض   ) قال : خزائن السموات والأرض . 
حدثني يونس  قال : أخبرنا ابن وهب  قال : قال ابن زيد  في قوله : ( له مقاليد السماوات والأرض   ) قال : المقاليد : المفاتيح ، قال : له مفاتيح خزائن السموات والأرض . 
وقوله : ( والذين كفروا بآيات الله أولئك هم الخاسرون   ) يقول - تعالى ذكره - : والذين كفروا بحجج الله فكذبوا بها وأنكروها ، أولئك هم المغبونون حظوظهم من خير السموات التي بيده مفاتيحها ، لأنهم حرموا ذلك كله في الآخرة بخلودهم في النار ، وفي الدنيا بخذلانهم عن الإيمان بالله عز وجل . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					