القول في تأويل قوله تعالى : ( نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون    ( 31 ) نزلا من غفور رحيم   ( 32 ) ) 
يقول - تعالى ذكره - مخبرا عن قيل ملائكته التي تتنزل على هؤلاء المؤمنين الذين استقاموا على طاعته عند موتهم : ( نحن أولياؤكم   ) أيها القوم ( في الحياة الدنيا   ) كنا نتولاكم فيها؛ وذكر أنهم الحفظة الذين كانوا يكتبون أعمالهم .  [ ص: 468 ] 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا محمد  قال : ثنا أحمد  قال : ثنا أسباط  ، عن  السدي   ( نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا   ) نحن الحفظة الذين كنا معكم في الدنيا ، ونحن أولياؤكم في الآخرة . 
وقوله : ( وفي الآخرة   ) يقول : وفي الآخرة أيضا نحن أولياؤكم ، كما كنا لكم في الدنيا أولياء ، يقول : ولكم في الآخرة عند الله ما تشتهي أنفسكم من اللذات والشهوات . 
وقوله : ( ولكم فيها ما تدعون   ) يقول : ولكم في الآخرة ما تدعون . وقوله : ( نزلا من غفور رحيم   ) يقول : أعطاكم ذلك ربكم نزلا لكم من رب غفور لذنوبكم ، رحيم بكم أن يعاقبكم بعد توبتكم؛ ونصب نزلا على المصدر من معنى قوله : ( ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون   ) لأن في ذلك تأويل أنزلكم ربكم بما يشتهون من النعيم نزلا . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					