القول في تأويل قوله تعالى : ( الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين    ( 69 ) ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون   ( 70 ) ) 
وقوله : ( الذين آمنوا بآياتنا   ) يقول - تعالى ذكره - : يا عبادي الذين آمنوا وهم الذين صدقوا بكتاب الله ورسله ، وعملوا بما جاءتهم به رسلهم ، وكانوا مسلمين ، يقول : وكانوا أهل خضوع لله بقلوبهم ، وقبول منهم لما جاءتهم به رسلهم عن ربهم على دين إبراهيم  خليل الرحمن - صلى الله عليه وسلم - حنفاء لا يهود ولا نصارى ، ولا أهل أوثان . 
وقوله : ( ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون   ) يقول - جل ثناؤه - : ادخلوا الجنة أنتم أيها المؤمنون وأزواجكم مغبوطين بكرامة الله ، مسرورين بما أعطاكم اليوم ربكم . 
وقد اختلف أهل التأويل في تأويل قوله : ( تحبرون ) وقد ذكرنا ما قد قيل في ذلك فيما مضى ، وبينا الصحيح من القول فيه عندنا بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع ، غير أنا نذكر بعض ما لم يذكر هنالك من أقوال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثنا بشر  قال : ثنا يزيد  قال : ثنا سعيد  ، عن قتادة   ( ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون   )  [ ص: 640 ]  : أي تنعمون  . 
حدثنا ابن عبد الأعلى  قال : ثنا ابن ثور  ، عن معمر  ، عن قتادة  ، في قوله : ( تحبرون ) قال : تنعمون  . 
حدثنا محمد  قال : ثنا أحمد  قال : ثنا أسباط  ، عن  السدي  ، في قوله : ( تحبرون ) قال : تكرمون  . 
حدثني يونس  قال : أخبرنا ابن وهب  قال : قال ابن زيد  ، في قوله : ( أنتم وأزواجكم تحبرون   ) قال : تنعمون  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					