[ ص: 89 ]  [ ص: 90 ]  [ ص: 91 ] بسم الله الرحمن الرحيم 
القول في تأويل قوله تعالى : ( حم   ( 1 ) تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم    ( 2 ) ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى والذين كفروا عما أنذروا معرضون   ( 3 ) ) 
قد تقدم بياننا في معنى قوله ( حم تنزيل الكتاب   ) بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع . 
وقوله ( وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق   ) يقول - تعالى ذكره - : ما أحدثنا السماوات والأرض فأوجدناهما خلقا مصنوعا ، وما بينهما من أصناف العالم إلا بالحق ، يعني : إلا لإقامة الحق والعدل في الخلق . 
وقوله ( وأجل مسمى   ) يقول : وإلا بأجل لكل ذلك معلوم عنده يفنيه إذا هو بلغه ، ويعدمه بعد أن كان موجودا بإيجاده إياه . 
وقوله ( والذين كفروا عما أنذروا معرضون   ) يقول - تعالى ذكره - : والذين جحدوا وحدانية الله عن إنذار الله إياهم معرضون ، لا يتعظون به ، ولا يتفكرون فيعتبرون . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					