القول في تأويل قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين    ( 153 ) ) 
قال أبو جعفر   : وهذه الآية حض من الله تعالى ذكره على طاعته ، واحتمال مكروهها على الأبدان والأموال ، فقال : " يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة   " على القيام بطاعتي ، وأداء فرائضي في ناسخ أحكامي ، والانصراف عما أنسخه منها إلى الذي أحدثه لكم من فرائضي ، وأنقلكم إليه من أحكامي ، والتسليم لأمري فيما آمركم به في حين إلزامكم حكمه ، والتحول عنه بعد تحويلي إياكم عنه - وإن لحقكم في ذلك مكروه من مقالة أعدائكم من الكفار بقذفهم لكم الباطل ، أو مشقة على أبدانكم في قيامكم به ، أو نقص في أموالكم - وعلى جهاد أعدائكم وحربهم في سبيلي ، بالصبر منكم لي على مكروه ذلك ومشقته عليكم ، واحتمال عنائه وثقله ، ثم بالفزع منكم فيما ينوبكم من مفظعات الأمور إلى الصلاة لي ، فإنكم بالصبر على المكاره تدركون مرضاتي ، وبالصلاة لي تستنجحون طلباتكم قبلي ، وتدركون حاجاتكم عندي ، فإني مع الصابرين على القيام بأداء فرائضي وترك معاصي ، أنصرهم وأرعاهم وأكلؤهم ، حتى يظفروا بما طلبوا وأملوا قبلي .  [ ص: 214 ] 
وقد بينت معنى "الصبر " و "الصلاة " فيما مضى قبل ، فكرهنا إعادته ، كما : 
2315 - حدثني المثنى  قال : حدثنا آدم  قال : حدثنا أبو جعفر  ، عن الربيع  ، عن أبي العالية  في قوله : "واستعينوا بالصبر والصلاة " ، يقول : استعينوا بالصبر والصلاة على مرضاة الله ، واعلموا أنهما من طاعة الله  . 
2316 - حدثت عن عمار  قال : حدثنا ابن أبي جعفر  ، عن أبيه ، عن الربيع  قوله : " يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة   " ، اعلموا أنهما عون على طاعة الله . 
وأما قوله : "إن الله مع الصابرين " ، فإن تأويله : فإن الله ناصره وظهيره وراض بفعله ، كقول القائل : "افعل يا فلان كذا وأنا معك " ، يعني : إني ناصرك على فعلك ذلك ومعينك عليه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					