[ ص: 138 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون    ( 62 ) أفرأيتم ما تحرثون   ( 63 ) أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون   ( 64 ) ) 
يقول - تعالى ذكره - : ولقد علمتم أيها الناس الإحداثة الأولى التي أحدثناكموها ، ولم تكونوا من قبل ذلك شيئا . 
وبنحو الذين قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
حدثني محمد بن عمرو  قال : ثنا أبو عاصم  قال : ثنا عيسى  وحدثني الحارث  قال : ثنا الحسن  قال : ثنا ورقاء  جميعا ، عن ابن أبي نجيح  ، عن مجاهد  في قوله : ( النشأة الأولى   ) قال : إذ لم تكونوا شيئا  . 
حدثنا بشر  قال : ثنا يزيد  قال : ثنا سعيد  ، عن قتادة  قوله : ( ولقد علمتم النشأة الأولى   ) يعني خلق آدم لست سائلا أحدا من الخلق إلا أنبأك أن الله خلق آدم من طين  . 
حدثنا ابن عبد الأعلى  قال : ثنا ابن ثور  ، عن معمر  ، عن قتادة   ( ولقد علمتم النشأة الأولى   ) قال : هو خلق آدم   . 
حدثني محمد بن موسى الحرسي  قال : ثنا جعفر بن سليمان  قال : سمعت أبا عمران الجوني  يقرأ هذه الآية ( ولقد علمتم النشأة الأولى   ) قال : هو خلق آدم   . 
وقوله : ( فلولا تذكرون   ) يقول - تعالى ذكره - : فهلا تذكرون أيها الناس ، فتعلموا أن الذي أنشأكم النشأة الأولى ، ولم تكونوا شيئا ، لا يتعذر عليه أن يعيدكم من بعد مماتكم وفنائكم أحياء . 
وقوله : ( أفرأيتم ما تحرثون   ) يقول - تعالى ذكره - : أفرأيتم أيها الناس الحرث الذي تحرثونه ( أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون   ) يقول : أأنتم تصيرونه زرعا ،  [ ص: 139 ] أم نحن نجعله كذلك ؟ 
وقد حدثني أحمد بن الوليد القرشي  قال : ثنا مسلم بن أبي مسلم الحرمي  قال : ثنا مخلد بن الحسين  ، عن هاشم  ، عن محمد  ، عن  أبي هريرة  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا تقولن : زرعت ، ولكن قل : حرثت " قال أبو هريرة ألم تسمع إلى قول الله ( أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون   ) . 
				
						
						
