[ ص: 165 ]  [ ص: 166 ]  [ ص: 167 ] بسم الله الرحمن الرحيم 
القول في تأويل قوله تعالى : ( سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم    ( 1 ) له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير   ( 2 ) ) 
يعني - تعالى ذكره - بقوله : ( سبح لله ما في السماوات والأرض   ) أن كل ما دونه من خلقه يسبحه تعظيما له ، وإقرارا بربوبيته ، وإذعانا لطاعته ، كما قال - جل ثناؤه - ( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم   ) . 
وقوله : ( وهو العزيز الحكيم   ) يقول : ولكنه - جل جلاله - العزيز في انتقامه ممن عصاه ، فخالف أمره مما في السماوات والأرض من خلقه ( الحكيم ) في تدبيره أمرهم ، وتصريفه إياهم فيما شاء وأحب . 
وقوله : ( له ملك السماوات والأرض   ) يقول - تعالى ذكره - : له سلطان السماوات والأرض وما فيهن ولا شيء فيهن يقدر على الامتناع منه ، وهو في جميعهم نافذ الأمر ، ماضي الحكم . 
وقوله : ( يحيي ويميت   ) يقول : يحيي ما يشاء من الخلق ، بأن يوجده كيف يشاء ، وذلك بأن يحدث من النطفة الميتة حيوانا ، بنفخ الروح فيها من بعد تارات يقلبها فيها ، ونحو ذلك من الأشياء ، ويميت ما يشاء من الأحياء بعد الحياة بعد بلوغه أجله فيفنيه . ( وهو على كل شيء قدير   ) يقول - جل ثناؤه - : وهو على كل شيء ذو قدرة ، لا يتعذر عليه شيء أراده من إحياء  [ ص: 168 ] وإماتة ، وإعزاز وإذلال ، وغير ذلك من الأمور . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					