[ ص: 360 ] القول في تأويل قوله تعالى : ( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون    ( 8 ) ) 
يقول تعالى ذكره : يريد هؤلاء القائلون لمحمد  صلى الله عليه وسلم : هذا ساحر مبين ( ليطفئوا نور الله بأفواههم   ) يقول : يريدون ليبطلوا الحق الذي بعث الله به محمدا  صلى الله عليه وسلم بأفواههم ، يعني بقولهم : إنه ساحر وما جاء به سحر ، ( والله متم نوره   ) يقول : الله معلن الحق ، ومظهر دينه ، وناصر محمدا  عليه الصلاة والسلام على من عاداه ، فذلك إتمام نوره ، وعنى بالنور في هذا الموضع الإسلام . 
وكان ابن زيد  يقول : عني به القرآن . 
حدثني يونس ،  قال : أخبرنا ابن وهب ،  قال : قال ابن زيد ،  في قوله : ( ليطفئوا نور الله بأفواههم   ) قال : نور القرآن . 
واختلفت القراء في قراءة قوله تعالى : ( والله متم نوره ) فقرأته عامة قراء المدينة والبصرة وبعض الكوفيين "متم نوره" بالنصب . وقرأه بعض قراء مكة  وعامة قراء الكوفة   ( متم ) بغير تنوين نوره خفضا وهما قراءتان معروفتان متقاربتا المعنى ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب عندنا . 
وقوله : ( ولو كره الكافرون   ) يقول : والله مظهر دينه ، وناصر رسوله ، ولو كره الكافرون بالله . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					