القول في تأويل قوله تعالى ( زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة    ) 
قال أبو جعفر   : يعني جل ثناؤه بذلك : زين للذين كفروا حب الحياة الدنيا العاجلة اللذات ، فهم يبتغون فيها المكاثرة والمفاخرة ، ويطلبون فيها الرياسات والمباهاة ، ويستكبرون عن اتباعك يا محمد ،  والإقرار بما جئت به من عندي ، تعظما منهم على من صدقك واتبعك ، ويسخرون بمن تبعك من أهل ، الإيمان ، والتصديق بك ، في تركهم المكاثرة ، والمفاخرة بالدنيا وزينتها من الرياش والأموال ،  [ ص: 274 ] بطلب الرياسات وإقبالهم على طلبهم ما عندي برفض الدنيا وترك زينتها ، والذين عملوا لي وأقبلوا على طاعتي ، ورفضوا لذات الدنيا وشهواتها ، اتباعا لك ، وطلبا لما عندي ، واتقاء منهم بأداء فرائضي ، وتجنب معاصي فوق الذين كفروا يوم القيامة ، بإدخال المتقين الجنة  ، وإدخال الذين كفروا النار . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك من التأويل قال جماعة منهم . 
ذكر من قال ذلك : 
4046 - حدثنا القاسم ،  قال : حدثنا الحسين ،  قال : حدثني حجاج ،  عن  ابن جريج  قوله : " زين للذين كفروا الحياة الدنيا   " ، قال : الكفار يبتغون الدنيا ويطلبونها " ويسخرون من الذين آمنوا   " ، في طلبهم الآخرة  - قال  ابن جريج   : لا أحسبه إلا عن عكرمة ،  قال : قالوا : لو كان محمد  نبيا كما يقول ، لاتبعه أشرافنا وساداتنا! والله ما اتبعه إلا أهل الحاجة مثل ابن مسعود   ! 
4047 - حدثنا الحسن بن يحيى ،  قال : أخبرنا عبد الرزاق ،  قال : أخبرنا معمر ،  عن قتادة  في قوله : " والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة   " ، قال : " فوقهم " في الجنة  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					