[ ص: 368 ] القول في تأويل قوله تعالى ( ولأمة مؤمنة خير من مشركة    ) 
قال أبو جعفر   : يعني تعالى ذكره بقوله : " ولأمة مؤمنة   " بالله وبرسوله وبما جاء به من عند الله ، خير عند الله وأفضل من حرة مشركة كافرة ، وإن شرف نسبها وكرم أصلها . يقول : ولا تبتغوا المناكح في ذوات الشرف من أهل الشرك بالله ، فإن الإماء المسلمات عند الله خير منكحا منهن . 
وقد ذكر أن هذه الآية نزلت في رجل نكح أمة ، فعذل في ذلك ، وعرضت عليه حرة مشركة . 
ذكر من قال ذلك : 
4225 - حدثني موسى بن هارون  قال : حدثنا عمرو بن حماد  قال : حدثنا أسباط  عن  السدي   : " ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم   " ، قال : نزلت في عبد الله بن رواحة ، وكانت له أمة سوداء ، وأنه غضب عليها فلطمها . ثم فزع فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بخبرها ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " ما هي يا عبد الله ؟ قال : يا رسول الله ، هي تصوم وتصلي وتحسن الوضوء وتشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله . فقال :  [ ص: 369 ] هذه مؤمنة ! فقال عبد الله : فوالذي بعثك بالحق لأعتقنها ولأتزوجنها ! ففعل ، فطعن عليه ناس من المسلمين فقالوا : تزوج أمة ! ! وكانوا يريدون أن ينكحوا إلى المشركين وينكحوهم رغبة في أحسابهم ، فأنزل الله فيهم : " ولأمة مؤمنة خير من مشركة   " و" لعبد مؤمن خير من مشرك "  . 
4226 - حدثنا القاسم  قال : حدثنا الحسين  قال : حدثني الحجاج  قال : قال  ابن جريج  في قوله : " ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن   " ، قال : المشركات - لشرفهن - حتى يؤمن  . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					