القول في تأويل قوله ( إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام    ( 4 ) ) 
قال أبو جعفر   : يعني بذلك - جل ثناؤه - : إن الذين جحدوا أعلام الله وأدلته على توحيده وألوهيته ، وأن عيسى  عبد له ، واتخذوا المسيح إلها وربا أو ادعوه لله ولدا لهم عذاب من الله شديد يوم القيامة . 
و " الذين كفروا " هم الذين جحدوا آيات الله و " آيات الله " أعلام الله وأدلته وحججه .  [ ص: 165 ] 
وهذا القول من الله - عز وجل - ينبئ عن معنى قوله : " وأنزل الفرقان " أنه معني به الفصل الذي هو حجة لأهل الحق على أهل الباطل ؛ لأنه عقب ذلك بقوله : " إن الذين كفروا بآيات الله " يعني : إن الذين جحدوا ذلك الفصل والفرقان الذي أنزله فرقا بين المحق والمبطل " لهم عذاب شديد " وعيد من الله لمن عاند الحق بعد وضوحه له ، وخالف سبيل الهدى بعد قيام الحجة عليه ثم أخبرهم أنه " عزيز " في سلطانه لا يمنعه مانع ممن أراد عذابه منهم ، ولا يحول بينه وبينه حائل ، ولا يستطيع أن يعانده فيه أحد وأنه " ذو انتقام " ممن جحد حججه وأدلته بعد ثبوتها عليه ، وبعد وضوحها له ومعرفته بها . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . 
ذكر من قال ذلك : 
6564 - حدثنا ابن حميد  قال : حدثنا سلمة  عن محمد بن إسحاق  عن محمد بن جعفر بن الزبير   : " إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام   " أي إن الله منتقم ممن كفر بآياته بعد علمه بها  ومعرفته بما جاء منه فيها . 
6565 - حدثني المثنى  قال : حدثنا إسحاق  قال : حدثنا ابن أبي جعفر  عن أبيه ، عن الربيع ،   " إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام " 
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 
				
						
						
