[ ص: 464 ] القول في تأويل قوله ( ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون    ( 55 ) ) 
قال أبو جعفر   : يعني بذلك - جل ثناؤه - : " ثم إلي " ثم إلى الله ، أيها المختلفون في عيسى   " مرجعكم " يعني مصيركم يوم القيامة " فأحكم بينكم " يقول : فأقضي حينئذ بين جميعكم في أمر عيسى  بالحق " فيما كنتم فيه تختلفون   " من أمره . 
وهذا من الكلام الذي صرف من الخبر عن الغائب إلى المخاطبة ، وذلك أن قوله : " ثم إلي مرجعكم " إنما قصد به الخبر عن متبعي عيسى والكافرين به . 
وتأويل الكلام : وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ، ثم إلي مرجع الفريقين : الذين اتبعوك ، والذين كفروا بك ، فأحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون . ولكن رد الكلام إلى الخطاب لسبوق القول ، على سبيل ما ذكرنا من الكلام الذي يخرج على وجه الحكاية ، كما قال : ( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة   ) [ سورة يونس : 22 ] . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					