(   ( إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى    ( 12 ) ) 
( نودي يا موسى  إني أنا ربك    ) قرأ أبو جعفر  ، وابن كثير  ، وأبو عمرو  ، " أني " بفتح الألف ، على معنى : نودي بأني . وقرأ الآخرون بكسر الألف ، أي : نودي ، فقيل : إني أنا ربك . 
قال وهب  نودي من الشجرة ، فقيل : يا موسى  ، فأجاب سريعا لا يدري من دعاه ، فقال : إني أسمع صوتك ولا أرى مكانك فأين أنت؟ قال : أنا فوقك ومعك وأمامك وخلفك ، وأقرب إليك من نفسك ، فعلم أن ذلك لا ينبغي إلا لله ، فأيقن به . 
قوله عز وجل : ( فاخلع نعليك    ) وكان السبب فيه ما روي عن ابن مسعود  مرفوعا في قوله : ( فاخلع نعليك    ) قال : كانتا من جلد حمار ميت . ويروى : غير مدبوغ   . 
وقال عكرمة  ومجاهد    : أمر بخلع النعلين ليباشر بقدمه تراب الأرض المقدسة  ، فيناله بركتها لأنها قدست مرتين ، فخلعهما موسى  وألقاهما من وراء الوادي .   [ ص: 267 ] 
( إنك بالوادي المقدس    ) أي : المطهر ، ( طوى ) وطوى  اسم الوادي ، وقرأ أهل الكوفة  والشام    : " طوى " بالتنوين هاهنا وفي سورة النازعات ، وقرأ الآخرون بلا تنوين لأنه معدول عن " طاو " فلما كان معدولا عن وجهه كان مصروفا عن إعرابه ، مثل عمر  ،  وزفر  ، وقال الضحاك    : " طوى    " : واد مستدير عميق مثل الطوي في استدارته . 
				
						
						
