[ ص: 315 ]   ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون     ( 25 ) وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون    ( 26 ) لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون    ( 27 ) يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون    ( 28 ) ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين    ( 29 ) ) 
( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه ) قرأ حمزة   والكسائي  وحفص  عن عاصم  نوحي إليه بالنون وكسر الحاء على التعظيم ، لقوله ( وما أرسلنا    ) وقرأ الآخرون بالياء وفتح الحاء على الفعل المجهول ، ( أنه لا إله إلا أنا فاعبدون    ) وحدون . قوله عز وجل : ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا    ) نزلت في خزاعة  حيث قالوا : الملائكة بنات الله ، ( سبحانه ) نزه نفسه عما قالوا ، ( بل عباد    ) أي : هم عباد ، يعني الملائكة ، ( مكرمون ( لا يسبقونه بالقول    ) لا يتقدمونه بالقول ولا يتكلمون إلا بما يأمرهم به ، ( وهم بأمره يعملون    ) معناه أنهم لا يخالفونه قولا ولا عملا . ( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم    ) أي : ما عملوا وما هم عاملون . وقيل : ما كان قبل خلقهم وما يكون بعد خلقهم ( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى    ) قال ابن عباس    : أي لمن قال لا إله إلا الله ، وقال مجاهد    : أي لمن رضي عنه ( وهم من خشيته مشفقون    ) خائفون لا يأمنون مكره . ( ومن يقل منهم إني إله من دونه    ) قال قتادة    : عنى به إبليس حين دعا إلى عبادة نفسه وأمر بطاعة نفسه ، فإن أحدا من الملائكة لم يقل إني إله من دون الله ( فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين    ) الواضعين الإلهية والعبادة في غير موضعها . 
				
						
						
