[ ص: 213 ]   ( ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون    ( 51 ) الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون    ( 52 ) ) 
  ( ولقد وصلنا لهم القول    )  قال ابن عباس    - رضي الله عنهما - : بينا . قال الفراء    : أنزلنا آيات القرآن يتبع بعضها بعضا . قال قتادة    : وصل لهم القول في هذا القرآن ، يعني كيف صنع بمن مضى . قال مقاتل    : بينا لكفار مكة  بما في القرآن من أخبار الأمم الخالية كيف عذبوا بتكذيبهم . وقال ابن زيد    : وصلنا لهم خبر الدنيا بخبر الآخرة حتى كأنهم عاينوا الآخرة في الدنيا ، ( لعلهم يتذكرون ) 
  ( الذين آتيناهم الكتاب من قبله )  من قبل محمد  صلى الله عليه وعلى آله وسلم . وقيل : من قبل القرآن ، ( هم به يؤمنون ) نزلت في مؤمني أهل الكتاب;  عبد الله بن سلام  وأصحابه . وقال مقاتل    : بل هم أهل الإنجيل الذين قدموا من الحبشة  وآمنوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - . وقال سعيد بن جبير    : هم أربعون رجلا قدموا مع جعفر  من الحبشة  على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فلما رأوا ما بالمسلمين من الخصاصة قالوا : يا نبي الله إن لنا أموالا فإن أذنت لنا انصرفنا وجئنا بأموالنا فواسينا المسلمين بها فأذن لهم ، فانصرفوا فأتوا بأموالهم ، فواسوا بها المسلمين ، فنزل فيهم : ( الذين آتيناهم الكتاب    ) إلى قوله تعالى : ( ومما رزقناهم ينفقون    ) . وعن ابن عباس  رضي الله تعالى عنهما قال : نزلت في ثمانين من أهل الكتاب ، أربعون من نجران ، واثنان وثلاثون من الحبشة ، وثمانية من الشام . ثم وصفهم الله فقال : ( وإذا يتلى عليهم ) 
				
						
						
