[ ص: 300 ]   ) ( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون     ( 5 ) ) 
( يدبر الأمر    ) أي : يحكم الأمر وينزل القضاء والقدر ( من السماء إلى الأرض    ) وقيل : ينزل الوحي مع جبريل  من السماء إلى الأرض ) ( ثم يعرج ) يصعد ) ( إليه ) جبريل  بالأمر ( في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون    ) أي : في يوم واحد من أيام الدنيا وقدر مسيرة ألف سنة ، خمسمائة نزوله ، وخمسمائة صعوده ، لأن ما بين السماء والأرض خمسمائة عام ، يقول : لو سار فيه أحد من بني آدم لم يقطعه إلا في ألف سنة ، والملائكة يقطعون في يوم واحد ، هذا في وصف عروج الملك من الأرض إلى السماء  ، وأما قوله : " تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " ( المعارج - 4 ) ، أراد مدة المسافة بين الأرض إلى سدرة المنتهى التي هي مقام جبريل  ، يسير جبريل  والملائكة الذين معه من أهل مقامه مسيرة خمسين ألف سنة في يوم واحد من أيام الدنيا . هذا كله معنى قول مجاهد  والضحاك  وقوله : " إليه " أي : إلى الله . وقيل : على هذا التأويل ، أي : إلى مكان الملك الذي أمره الله - عز وجل - أن يعرج إليه . 
وقال بعضهم : ألف سنة وخمسون ألف سنة كلها في القيامة ، يكون على بعضهم أطول وعلى بعضهم أقصر ، معناه : يدبر الأمر من السماء إلى الأرض مدة أيام الدنيا ، ثم يعرج أي : يرجع الأمر والتدبير إليه بعد فناء الدنيا ، وانقطاع أمر الأمراء وحكم الحكام في يوم كان مقداره ألف سنة ، وهو يوم القيامة  ، وأما قوله : " خمسين ألف سنة " فإنه أراد على الكافر يجعل الله ذلك اليوم عليه مقدار خمسين ألف سنة ، وعلى المؤمن دون ذلك حتى جاء في الحديث :   " أنه يكون على المؤمن كقدر صلاة مكتوبة صلاها في الدنيا "   . وقال إبراهيم التيمي    : لا يكون على المؤمن إلا كما بين الظهر والعصر .   [ ص: 301 ] 
ويجوز أن يكون هذا إخبارا عن شدته وهوله ومشقته . وقال  ابن أبي مليكة    : دخلت أنا وعبد الله بن فيروز مولى عثمان بن عفان  على ابن عباس  فسأله ابن فيروز  عن هذه الآية وعن قوله خمسين ألف سنة ؟ فقال له ابن عباس    : أيام سماها الله لا أدري ما هي وأكره أن أقول في كتاب الله ما لا أعلم . 
				
						
						
