[ ص: 308 ]   ) ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون     ( 21 ) ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون    ( 22 ) ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل    ( 23 ) ) 
( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر    ) أي : سوى العذاب الأكبر ( لعلهم يرجعون    ) قال أبي بن كعب  ، والضحاك  ، والحسن  ، وإبراهيم    : " العذاب الأدنى " مصائب الدنيا وأسقامها ، وهو رواية الوالبي عن ابن عباس    - رضي الله عنهما - . وقال عكرمة  عنه : هو الحدود . وقال مقاتل    : الجوع سبع سنين بمكة  حتى أكلوا الجيف والعظام والكلاب . وقال ابن مسعود    : هو القتل بالسيف يوم بدر  وهو قول قتادة   والسدي    ( دون العذاب الأكبر    ) يعني : عذاب الآخرة ( لعلهم يرجعون    ) إلى الإيمان ، يعني : من بقي منهم بعد بدر وبعد القحط . قوله - عز وجل - : ( ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين    ) يعني : المشركين ) ( منتقمون ) ( ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه     ) يعني : فلا تكن في شك من لقاء موسى  ليلة المعراج  ، قاله ابن عباس  وغيره . 
أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي  ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي  ، أخبرنا محمد بن يوسف  ، أخبرنا  محمد بن إسماعيل  ، أخبرنا  محمد بن بشار  ، أخبرنا غندر  ، عن شعبة  ، عن قتادة  رحمه الله قال : وقال لي خليفة ، أخبرنا  يزيد بن زريع  ، أخبرنا سعيد  عن قتادة  ، عن أبي العالية  قال : أخبرنا ابن عم نبيكم - يعني ابن عباس    - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :   " رأيت ليلة أسري بي موسى  رجلا آدم طوالا جعدا  كأنه من رجال شنوءة ، ورأيت عيسى  رجلا مربوعا مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض ، سبط   [ ص: 309 ] الرأس ، ورأيت مالكا  خازن النار ، والدجال في آيات أراهن الله إياه فلا تكن في مرية من لقائه "   . 
أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن  ، أخبرنا عبد الله المحاملي  ، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم البزاز  ، أخبرنا محمد بن يونس  ، أخبرنا عمر بن حبيب القاضي  ، أخبرنا سليمان التيمي  ، عن أنس  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :   " لما أسري بي إلى السماء رأيت موسى  يصلي في قبره "   . 
وروينا في المعراج أنه رآه في السماء السادسة ومراجعته في أمر الصلاة . 
قال  السدي    : " فلا تكن في مرية من لقائه " ، أي : من تلقي موسى  كتاب الله بالرضا والقبول . 
) ( وجعلناه ) يعني : الكتاب وهو التوراة ، وقال قتادة    : موسى    ( هدى لبني إسرائيل    ) 
				
						
						
