( الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا     ( 39 ) ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما    ( 40 ) ) 
( الذين يبلغون رسالات الله    ) [ يعني سنة الله في الأنبياء الذين يبلغون رسالات الله ] ( ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله    ) لا يخشون قالة الناس ولائمتهم فيما أحل الله لهم وفرض عليهم ( وكفى بالله حسيبا    ) حافظا لأعمال خلقه ومحاسبهم . ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما تزوج زينب  قال الناس : إن محمدا  تزوج امرأة ابنه فأنزل الله - عز وجل - : ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم     ) يعني :  زيد بن حارثة  ، أي : ليس أبا أحد من رجالكم الذين لم يلدهم فيحرم عليه نكاح زوجته بعد فراقه إياها . 
فإن قيل : أليس أنه كان له أبناء : القاسم  ، والطيب  ، والطاهر  ، وإبراهيم  ، وكذلك : الحسن  والحسين ،  فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للحسن    : إن ابني هذا سيد ؟ . 
قيل : هؤلاء كانوا صغارا لم يكونوا رجالا . 
والصحيح ما قلنا : إنه أراد أبا أحد من رجالكم . 
( ولكن رسول الله وخاتم النبيين     ) ختم الله به النبوة ، وقرأ عاصم    : " خاتم " بفتح التاء على الاسم ، أي : آخرهم ، وقرأ الآخرون بكسر التاء على الفاعل ، لأنه ختم به النبيين فهو خاتمهم .   [ ص: 359 ] 
قال ابن عباس    : يريد لو لم أختم به النبيين لجعلت له ابنا يكون بعده نبيا   . 
وروي عن عطاء  عن ابن عباس    : أن الله تعالى لما حكم أن لا نبي بعده لم يعطه ولدا ذكرا يصير رجلا ( وكان الله بكل شيء عليما    ) 
أخبرنا أبو الحسن علي بن يوسف الجويني  ، أخبرنا أبو محمد محمد بن علي بن محمد الخذاشاهي  ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن مسلم  ، حدثنا أبكر الجوربذي  ، أخبرنا  يونس بن عبد الأعلى  ، أخبرنا ابن وهب  ، أخبرني يونس  عن يزيد  ، عن ابن شهاب  ، عن أبي سلمة  قال : كان أبو هريرة يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " مثلي ومثل الأنبياء كمثل قصر أحسن بنيانه ، ترك منه موضع لبنة فطاف به النظار يتعجبون من حسن بنيانه إلا موضع تلك اللبنة لا يعيبون سواها فكنت أنا سددت موضع تلك اللبنة ، ختم بي البنيان وختم بي الرسل   " . 
أخبرنا عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني  ، أخبرنا علي بن أحمد الخزاعي  ، أخبرنا الهيثم بن كليب الشاشي  ، أخبرنا أبو عيسى الترمذي  ، أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي  ، وغير واحد قالوا ، أخبرنا سفيان  عن الزهري  ، عن محمد بن جبير بن مطعم  ، عن أبيه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن لي أسماء أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي  ، يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب ، والعاقب الذي ليس بعده نبي " . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					